تعانى العربية للشحن من خسائر متراكمة منذ نحو 19 عاماً، بلغت بنهاية ديسمبر 2017 ما قيمته 315 مليون جنيه بنسبة %158 من إجمالى رأس المال البالغ 200 مليون جنيه، وأزمة سيولة كادت أن تتسبب فى تصفيتها قبل بدء خطة إعادة الهيكلة، وفقا لـ «النحاس ».
وبنهاية العام المالى الماضى، تمكنت الشركة من تقليص خسائرها بنسبة %10.8، كما تمكنت من زيادة إيراداتها بأكثر من %67 خلال العام لتنهى السنة المالية 2017 – 2018 بخسائر 26.81 مليون جنيه، مقابل 30.06 مليون جنيه، وإيرادات 16.49 مليون جنيه، نظير 9.86 مليون جنيه . وبنهاية الربع الأول من العام المالى الحالى سبتمبر 2018، ظهر رأس المال العامل للشركة بالسالب بالقوائم المالية بقيمة 23.49 مليون جنيه، نتيجة انخفاض أرصدة الأصول المتداولة، وبلغ رصيد البنوك الجارية 1.7 مليون جنيه، ما يشير لأزمة السيولة التى تواجهها الشركة .
وقال «النحاس» إن الشركة تمكنت مؤخراً من إبرام 3 تعاقدات، اثنان منهما تم تفعيلهما، الأول مع شركة أورينت للتجارة والاستثمار للتخزين والشحن، بمدى زمنى سنة وثلاثة أشهر، بقيمة 18 مليون جنيه، والثانى مع الشركة الدولية للوجيستيات لمدة 5 سنوات، لاستيراد القمح بإجمالى 500 طن سنويا، بقيمة تتراوح بين 5 و 6 ملايين جنيه، مع قابلية قيمة التعاقد للزيادة تبعا لارتفاع أسعار الوقود .
وتابع، التعاقد الثالث سيتم تفعيله مطلع العام المقبل، وهو مع شركة إيجى طاليا لمدة 3 سنوات، لتصدير نحو 100 ألف طن ملح سنويا، بقيمة تتراوح بين 10 إلى 15 مليون جنيه، كما يوجد تعاقد رابع سيتم إبرامه مع شركة ترانس أوشن لمدة 5 سنوات، بنحو 9 ملايين جنيه سنويا، يبدأ تفعيله مطلع 2019 أيضا .
وفى إطار خطتها للتحول للربحية والاستحواذ على حصة سوقية أكبر، كشف «النحاس» أن شركته بصدد إقامة عدد من المشروعات المحلية، بجانب مشروع ميناء جاف بجمهورية تشاد، بالشراكة مع الحكومة والقطاع الخاص هناك .
ولفت إلى أن العربية للشحن بصدد إطلاق ميناء جاف محدود بالإسكندرية، بالشراكة مع أحد الخطوط الملاحية العالمية، وشركة المستودعات المصرية - شركة شقيقة - بمساحه مبدئية 26 آلف متر، تصل إلى 100 ألف متر خلال 4 سنوات، ويبلغ التمويل المبدئى للمشروع 30 مليون جنيه، وتشارك العربية فيه بالمعدات الموجودة لديها بالفعل، ويبلغ نصيبها من الإيرادات 25 مليون جنيه سنوياً، ويبدأ العمل مطلع 2019 .
كما تقوم الشركة بإنشاء محطة حاويات سفن الروافد بميناء الإسكندرية، تبدأ العمل بداية العام المقبل .
وكشف النحاس عن مباحثات العربية المتحدة للشحن، والشركة الدولية للوجيستيات برئاسة الدكتور محمد فودة، مع الجانب التشادى ممثلاً فى الحكومة، وشركة من القطاع الخاص لإنشاء أول محطة ميناء جاف لوجيستية بجمهورية تشاد، بمساحة مبدئية 20 ألف متر .
ولفت إلى أن الجانب التشادى أبدى ترحيبه بالفكرة، وسيقوم بتخصيص الأرض، بينما تبلغ مساهمة العربية فى المشروع %25 من خلال الآلات والمعدات، وتتوزع النسبة المتبقية بين الدولية للوجيستيات، وتشاد، موضحا أنه لن يتم وضع جدول زمنى للتنفيذ سوى عقب تخصيص الأرض .
تم تحويل الخطة الاستثمارية الخاصة بالعام المالى الماضى، للعام الحالى، بقيمة 28 مليون جنيه، وذلك لصعوبة توفير التمويلات اللازمة لها آنذاك .
وتابع النحاس: حصلنا على 8.5 مليون جنيه من الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى، من إجمالى مبلغ 28 مليون جنيه، وتم توجيهها لعمل صيانة لأسطول معدات الشحن الخاصة بالشركة، ولم نتسلم أى مبالغ أخرى حتى الآن، كما لم يتم تحديد أى موعد للحصول على باقى مبلغ الخطة .
وكشف أن الاتجاه لزيادة رأسمال الشركة خياراً مطروحا لتوفير المبلغ المتبقى من الخطة الاستثمارية، لكن الأمر مازال فى طور الدراسة .
ويؤكد العضو المنتدب للعربية للشحن أن شركته تسعى حاليا لاستغلال كافة مواردها لتوليد إيرادات تدعم موقفها المالى، وبناءاً على ذلك تتجه لإقامة مزادا علنيا نهاية الشهر الجارى لتصريف مخزونها الراكد، يعول عليه لتحقيق حصيلة مالية تتراوح بين 6 و 8 ملايين جنيه .
بلغ رصيد مخزون العربية للشحن نهاية سبتمبر الماضى 11.68 مليون جنيه، وتضمن مخزون راكد منذ سنوات نسبته %52.59 من إجمالى المخزون بقيمة 6.14 مليون جنيه، وفقا لحصر الشركة بنهاية العام المالى الماضى 2017 – 2018 .
وقال النحاس، إن الشركة خاطبت وزارة الإنتاج الحربى لشراء مخزون راكد لقطع غيار معدات، وأجرت الأخيرة بالفعل معاينة، لكنها لم تُخطر العربية بأى رد .
وأوضح أن الشركة قامت بتشكيل لجنة لإعادة تقييم المخزون، والقيام بعدد من المحاولات لتصريفه بطريقة اقتصادية عن طريق مزادات، أو طرحه للبيع مباشرة على مدار سنوات طويلة، إلا أن جميع تلك المحاولات لم تنجح .
وأرجع ذلك إلى أن المخزون عبارة عن قطع غيار لمعدات كانت موجودة لديها وتم بيعها وتكهينها، ولم تصبح موجودة بالسوق فى الوقت الحالى .
يشار إلى أن النحاس تم تعيينه من الشركة القابضة للنقل البحرى والبحرى لرئاسة العربية المتحدة للشحن فى إبريل الماضى، ولديه خبرة فى مجال العمل بالموانيء تصل إلى 35 سنة، وحائز على ماجستير من أدنبرة بيزنس سكوول، و دكتوراة فى إدارة الأعمال من جامعة تورنتو بكندا .
يبلغ رأس مال العربية للشحن 200 مليون جنيه، موزعاً على 200 ألف سهم، ويتوزع هيكل ملكيتها بين القابضة للنقل البرى والبحرى بنسبة استحواذ %51.157، والباقى للتداول الحر، ولمجموعة من الأفراد بنسب ضئيلة .
وتساهم الشركة فى مصرف أبوظبى الإسلامي- مصر، وشركة الاسكندرية لتداول الحاويات، و شركة مياه الإسكندرية بنسب غير معلومة، وفقا لتقارير الإفصاح .
تنفذ الشركة العربية المتحدة للشحن، التابعة للشركة القابضة للنقل البرى والبحرى، خطة شاملة لإعادة الهيكلة إداريا ومالياً، بهدف تقليص الخسائر بما يتراوح بين 60 إلى %70 بنهاية العام المالى الحالى، ثم التحول للربحية العام المالى القادم، وذلك عبر إبرام تعاقدات جديدة، والدخول فى شراكات مع جهات محلية وعالمية لمشروعات تؤمن لها تدفقات نقدية محلية، ودولارية .
وكشف الدكتور مصطفى النحاس، العضو المنتدب، فى حوار مع «المال»، عن القيم المتوقعة للتعاقدات والإيردات المستهدفة من المشروعات، وخطة الهيكلة التى تتبنى نماذج عمل شركات القطاع الخاص لإقالة الشركة من عثرتها المالية .
قال العضو المنتدب إنه تولى إدارة الشركة فى إبريل 2018، وشرع فى تنفيذ خطة إعادة الهيكلة مباشرة، وكانت البداية مع تعيين كوادر إدارية مؤهلة، وميكنة أنظمة التشغيل، وسيتم العام المقبل مواصلة باقى الخطة لميكنة جميع أعمال الشركة، وتقليص الخسارة ثم تحقيق أرباح ».
|