قال محمد عثمان هارون، رئيس الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومبانى»، إنها قد تتجه لزيادة أسعار بيع منتجاتها حال قررت الحكومة تعويم الجنيه، وذلك بعد إجراء دراسات لقياس تأثير التعويم على قيمة تكاليف الإنتاج.
وأوضح هارون، فى تصريحات على هامش الجمعية العمومية للشركة المنعقدة الخميس الماضى، إنه فى حال ارتفاع التكلفة، ستتم زيادة الأسعار، مع استمرار حصول الحكومة على %50 من أى زيادة سعرية تفرضها الشركة.
ورفعت الشرقية للدخان أسعار 9 أصناف من السجائر، و4 أصناف من المعسل بالسوق المحلية، بقيم تتراوح بين 2 و3 جنيهات، بعد تطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة، خلال الشهور القليلة الماضية.
فى سياق متصل، أشار هارون إلى أن الشركة تواجه عددًا من التحديات والضغوط، تتمثل فى نقص الدولار، ووجود أزمة فى تدبيره من البنوك، واضطرارها لقبول تحصيل مستحقاتها من شركة فيليب موريس بالعملة المحلية، ونفاد الأرصدة الإستراتيجية من العملة الصعبة، وتراجع قيمة العملة المحلية، وارتفاع أسعار الجمارك على التبغ المخصص لصناعة المعسل من 6 إلى 9 جنيهات للكيلو.
وتابع: زيادة الجمارك على التبغ تحمل الشركة مصروفات إضافية بأكثر من مليون جنيه سنويا، وهو ما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص مع الأجنبية التى لم ترتفع الرسوم الجمركية عليها، موضحا أن تلك العوامل خفضت القدرة على استيراد التبغ الذى تعتمد عليه بنسبة %100 فى عملية التصنيع، وخفضت المخزون اللازم للصناعة من 24 شهرًا إلى أقل من 6 أشهر فقط.
وتحتاج الشركة الشرقية 300 مليون دولار سنويا لاستيراد احتياجاتها من المواد الخام، كان يتم تدبير %50 منها عن طريق البنوك، بجانب حصيلة التصنيع الأجنبى بقيمة 140 مليونا، و10 ملايين إيرادات الصادرات، بحسب هارون.
وقال إنه رغم الضغوط التى واجهتها «ايسترن كومبانى» العام المالى المنقضى فقد تمكنت من زيادة أرباحها بنسبة %16 لتسجل 1.476 مليار جنيه خلال العام المالى 2016/2015، مقارنة بالعام السابق عليه.
وسجل إجمالى إيرادات الشركة عن أنشطتها المختلفة خلال العام 7.613 مليار جنيه، بزيادة قدرها 589 مليون جنيه بنمو %8، مقارنة بالعام قبل الماضى، وبحسب القوائم المالية للشركة فقد سجل صافى المبيعات خلال العام 6.26 مليار جنيه.
وأضاف هارون أن إنتاج الشركة انخفض بنحو 2 مليار سيجارة، العام المالى 2015 – 2016 ليبلغ إجمالى إنتاجها 80 مليار سيجارة «محلي-أجنبى- تصدير» و18 ألف طن معسل، كما سددت ضرائب بقيمة 32.917 مليار جنيه خلال العام المالى الماضى.
وتستهدف الشرقية للدخان رفع قيمة ما يؤول للدولة من أعمالها إلى 42 مليار دولار العام المالى 2016 – 2017.
وأشار هارون إلى أن الشركة تعمل حاليًا على فتح أسواق تصديرية جديدة، والتوسع فى الأسواق الخليجية، لزيادة حصيلتها التصديرية البالغة حاليا 10 ملايين دولار فقط، مشيرا إلى وجود تعاقدات مبدئية لوكلاء بدول الكويت والعراق لتوريد كميات من المعسل، فيما لم يفصح عن تفاصيل بهذا الصدد.
وحول اتهامات الشركة بخفض معدلات التوزيع لرفع الأسعار بالسوق، قال هارون إن نقص المعروض يرجع إلى وجود فجوة كبيرة بين العرض والطلب، رغم رفع الشركة إنتاجها للسوق المحلية، من 190 مليون سيجارة إلى 210 ملايين، وذلك بسبب تراجع الكميات المهربة والمقلدة المعروضة بالسوق، وارتفاع أسعار الأصناف الأجنبية، بجانب امتناع مندوبى التوزيع الخارجى للشركة عن الخروج، بسبب المشاكل التى يواجهونها أثناء تأديتهم عملهم والتى قد تصل إلى حد التعدى عليهم بالأسلحة البيضاء بسبب التكالب على الشراء من التجار، وجشع الأخيرين واتجاههم إلى التخزين وزيادة الأسعار.
وأشار هارون إلى أن الشركة تقوم حاليا بالتركيز على تقسيم المواقع الخاصة بها ليتم استغلال كل مبنى لهدف محدد، إذ يتم تخصيص المركز الرئيسى الواقع بميدان الجيزة كمقر للإدارة، والمبنى الواقع بشارع خاتم المرسلين بالهرم الى مصنع لإنتاج المعسل ومخزن للمبيعات ومبنى الشركة بأكتوبر كمجمع صناعى.
وسيتم خلال شهرين اخلاء عدد آخر من المواقع التابعة للشركة، والتباحث مع وزير قطاع الأعمال العام الدكتور أشرف الشرقاوى، والشركة القابضة لجلب مكاتب استشارية متخصصة فى الاستثمار العقارى لعمل دراسات الجدوى لهذه المبانى، وكيفية استخدامها، وقد يتم عمل شراكة مع مستثمرين عرب أو أجانب لاستغلالها، والحديث لهارون.
وحصلت «إيسترن كومبانى» مستحقاتها لدى فيليب موريس عن أشهر إبريل ومايو ويونيو، بالجنيه لإغلاق قوائم العام المالى 2015 – 2016، فيما لا تزال هناك مستحقات قيمتها 32 مليون دولار عن فترة أربعة أشهر، من يوليو إلى أكتوبر 2016، إذ رفضت الشرقية تحصيلها بالعملة المحلية لحاجتها الملحة للعملة الصعبة.
|