News Details

الرئيس التنفيذى للشركة : نستهدف أن تصبح مدينة نصر للإسكان والتعمير أحد أكبر الكيانات الاقتصادية فى مصر(13/11/2022 10:24:16)

خطة طَموح ومستقبل واعد تسعى له شركة «مدينة نصر للإسكان والتعمير»، خلال فترة تمتد لـ10 سنوات مقبلة، تستهدف خلالها التحول لأحد أكبر الكيانات الاقتصادية فى السوق المصرية، إذ تدرس التوسع إقليميًّا ودوليًّا، إلى جانب بحث شراء أراض جديدة، وعقد شراكات بمجالات مختلفة، واختراق الشق الإدارى لتحقيق عوائد مستدامة.
كشف عن ذلك عبد الله سلام، الرئيس التنفيذى لشركة «مدينة نصر للإسكان والتعمير , وبدأ «سلام» حديثه عن تاريخ العائلة وتسلسله الوظيفى، وصولًا لتقلُّده منصب الرئاسة التنفيذية بـ«مدينة نصر للإسكان»، موضحًا أن الطموح الأكبر للشركة هو التحول لأحد أكبر الكيانات الاقتصادية فى مصر خلال 10 سنوات مقبلة.
ولفت إلى أن الشركة تخطط، خلال الوقت القريب، لبحث شراكات للدخول فى مجالات الرياضة والتعليم، بالإضافة إلى أنها تدرس شراء أراضٍ جديدة فى منطقة الساحل الشمالى وغرب القاهرة، وعدَّد أسباب القفزة بنتائج أعمال الـ9 شهور الأولى من العام الحالي، والتى كان على رأسها تعامل الشركة مع ملف تعثر العملاء.
فيما توقَّع أن تشهد أسعار العقارات زيادة تتراوح بين 15 و%20 خلال عام، بضغط كل تأثيرات الظروف الراهنة وإلى نص الحوار :
فى البداية دعْنى أسألك عن تسلسلك الوظيفى وصولًا إلى منصب الرئاسة التنفيذية بشركة «مدينة نصر»، خاصة أنك تنتمى إلى عائلة لها باعٌ طويل بمجال الأعمال؟
– عبد الله سلام: وُلدتُ فى عائلة كان لها تاريخ طويل فى العديد من المجالات فى مصر يمتد لـ100عام، وتوارثنا منها ريادة الأعمال وابتكار العلامات التجارية والتحول لعنصر فعال فى الاقتصاد، فأنا أمثِّل الجيل الثالث من «آل سلام».
وبدأت العائلة نشاطها الأول بمجال تجارة التجزئة تحديدًا منذ عام 38، فكان الجَد الأكبر هو أول من طرح منتَج «التقسيط» فى السوق المحلية، ثم توالت الأعمال عقب ذلك بظهور الأجيال الجديدة فى أنشطة العقارات والتعليم والصناعة وغيرها، وكان لى حظ بالتنقل فى عدة مناصب بالشركات المملوكة لنا.
وكان قطاع العقارات واحدًا من المجالات التى عملتُ بها فى الشركات المملوكة للعائلة، وكان لى رؤية به، نقلتها من تجربتى بالخارج، إلى أن أسست شركة «منك للتطوير العقارى» عام 2017.
ولكنك درست الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية؟
– عبد الله سلام: بالفعل تخرجتُ فى الجامعة الأمريكية «تخصص هندسة ميكانيكية» عام 2002، ومنها بدأت التنقل وظيفيًّا فى شركات العائلة.
لاحظنا انتشارًا كبيرًا من الجيل الثالث لعائلة سلام فى مجالات مختلفة عقب بيع «أوليمبيك جروب»، حدِّثنى عن ذلك؟
– عبد الله سلام: بالفعل لقد كانت صفقة بيع «أوليمبيك جروب» نقطة تحول فى تاريخ العائلة، وكانت هذه واحدة من أكبر الصفقات التى شهدتها السوق المحلية آنذاك، وتمّت لصالح مستثمر أجنبى عام 2011.
وتمّت صفقة البيع برغبة من العائلة للتوسع فى العديد من الأنشطة، وإفساح المجال للجيل الثالث بالتطرق لأعمال أخرى.
وبالفعل كانت العائلة حينها قد وضعت البذور الأولى للدخول فى مجالات أخرى، وتم، عقب ذلك، استثمار قيمة الصفقة بها، وخلال الـ10 سنوات الماضية، تطور أداء تلك الكيانات حتى أصبحت حاليًّا تضاهى فى قوتها «أوليمبيك جروب» التى تم بيعها.
هل لا تزال شركة «باراديس» مملوكة للعائلة؟
– عبد الله سلام: نعم، وهى الشركة الأم التى تمتلك استثمارات العائلة، والتى كان من بينها شركة «أوليمبيك جروب».
إلى أى مدى كان لظهور الجيل الثالث من «آل سلام» تأثير فى إتمام صفقة بيع «أوليمبيك جروب»، خاصة أن التخارج كان أمرًا غير دارج لدى رجال الأعمال الكلاسيكيين حينها؟
– عبد الله سلام: فى الحقيقة إن التخارج جاء بدافع من الجيل الثانى للعائلة، إذ كانت لديهم رؤية ثاقبة بالخروج من دائرة الصناعة الواحدة للتنوع، بما يتيح فرصًا جديدة للجيلين الثالث والرابع.
وقد ثَبَتت الرؤية بالفعل بتحقيق نجاحات كبيرة فى صناعات ومجالات أخرى، كان لها صدى إيجابى أكثر من انحصار العائلة فى كيان واحد.
ذكرتَ أنك أسّست «منك للتطوير العقارى» عام 2017، فماذا عن خطتها، وما يميِّزها عن الكيانات الأخرى؟
– عبد الله سلام: بدأت الشركة عملها أوائل 2017 بالفعل، وكان الغرض منها إنشاء كومباوندات صغيرة الحجم، وتطوير وحدات سكنية على مساحات محدودة، عبر خلق منتَج مستدام، ومثّلت «منك» خلاصة تجربتى فى الخارج بالمجال العقاري.
وأسهم التركيز على المنتَج وابتكار طرق جديدة للدفع فى انتشار الشركة بشكل قوى مكّنها من المنافسة فى سوق كبيرة، وبدأت العلاقة مع «مدينة نصر للإسكان» عندما قامت «منك» بشراء مساحات أراضٍ كانت مملوكة لصالحهم لتطوير مشروعات عليها.
وتطوَّر الاحتكاك حتى حدث تغير للإدارة فى شركة «مدينة نصر للإسكان والتعمير»، ومن ثم عُرض عليّ تقلُّد منصب الرئيس التنفيذى، إلى جانب إبداء الرغبة من جانبهم للاستحواذ على شركة «منك للتطوير العقارى».
وتم الاتفاق على أن تستكمل «منك» خططها التوسعية، ولكن بتطلعات أكبر؛ بدعم انضمامها تحت مظلة شركة «مدينة نصر»، خاصة أن الأخيرة تُعتبر واحدة من أكبر المطورين العقاريين فى السوق المصرية منذ عام 59 وحتى الآن.
هذا يدفعنى للنظر إلى شركة «مدينة نصر للإسكان»، هل هى تعتبر مخططًا عامًّا أم مطورًا أم كيانًا قابضًا؟ وما التطلعات لها خلال الفترة المقبلة؟
– عبد الله سلام: جميعها أوصاف دقيقة للشركة، ولكن فى مراحل مختلفة، وهى بدأت أعمالها تاريخيًّا كمخطط عام، وتم تأسيسها لهذا الغرض، وقامت بتطوير حى «مدينة نصر».
ثم تحولت لمطور عقارى، وهذا بمثابة إنجاز منها؛ لمواكبة السوق فى ظل احتدام المنافسة بها، وهى أيضًا كيان قابض إذ تندرج تحت مظلتها شريحة أخرى من الشركات، وذلك هو المستقبل.
هل لديكم نية للاستحواذ على أحد كيانات المقاولات، أو أخرى تعمل بالأنشطة المرتبطة؟
– عبد الله سلام: نحن نمتلك حصة بشركة «مدينة نصر للأعمال المدنية» وتعمل بمجال المقاولات، لديها تمثيل كبير بالمحافظات، ونُخطط للعمل على تنشيطها، الفترة المقبلة ووضعها بمكانة أعلى، ومن ثم لا توجد رغبة بإضافة كيانات جديدة بالمجال نفسه.
وبشكلٍ عام لا توجد لدينا أية مخططات لإتمام صفقات، خاصة أن الاستحواذ فى حد ذاته لا يمثل هدفًا، لكن عند ظهور فرص جديدة فى أى من المجالات المكملة التى تخدم إستراتيجية الشركة، يمكن النظر إليها.
ماذا عن صفقة «إيجى كان» فى ظل رغبة شركة «مدينة نصر للإسكان» بالاستحواذ عليها؟ وهل تمثل فرصة للأخيرة؟
– عبد الله سلام: الحقيقة أن «إيجى كان» تابعة لـ«منك للتطوير العقارى» الشركة الأم، وتأسست لإدارة مشروع بعينه، وتم الاستحواذ عليها ضمن صفقة «منك»، وحاليًّا يمكن استخدامها ككيان قانونى لأحد المشروعات الخاصة بـ«مدينة نصر للإسكان».
هل كانت ضمن قيمة صفقة «منك للتطوير العقارى»؟
– عبد الله سلام: بالضبط.
شهدت أرباح وإيرادات الـ9 شهور الأولى من العام الحالى لشركة «مدينة نصر للإسكان والتعمير» قفزة كبيرة، فما نسبة مساهمة دور الإدارة الجديدة فى ذلك، خاصة أنك تولّيتَ منصبك فى أكتوبر عام 2021؟ وما التطلعات خلال الفترة المقبلة؟
– عبد الله سلام: القفزة المحققة جاءت بدعم عدة عوامل، ومن الصعب أن تُنسب لشخص بعينه أو مجموعة من الأشخاص.
لكن هناك مجهودًا كبيرًا تم بذله فى التعامل مع بعض الملفات؛ ومن بينها العملاء المتعثرون، إلى جانب تضافر الإدارة الحالية بشكل عام، ووضع أهداف محددة خلال فترة الـ9 شهور.
كيف تم التعامل مع ملفات التعثر؟
– عبد الله سلام: تم تأسيس لجان متخصصة لدراسة حالات العملاء، ووضع حلول مُرضية لكل فرد على حدة، وكان لهذا صدى إيجابى على حجم المبيعات ونمو الشركة ودعم عامل الثقة بالإقبال على المشروعات الجديدة التى تم طرحها.
هل هناك نسب تخص ملف التعثر؟
– عبد الله سلام: لا أودُّ ذكر أرقام بعينها عن عدد العملاء، لكن فى فترة وجيزة تم حل أكثر من %70 من هذا الملف، وكان قد بدأ التعامل معه فى أواخر عهد الإدارة السابقة، وقد حظى حينها باهتمام بالغ بقيادة رئيس مجلس الإدارة.
كيف تغيرت رؤية شركة «مدينة نصر للإسكان» عقب تولّيك منصب الرئاسة التنفيذية؟
– عبد الله سلام: رؤية الشركة تنقسم لشقين؛ الأول خاص بالأهداف الأساسية، والآخر رقمى يتعلق بحجم المبيعات والتسليمات خلال عدة سنوات، على سبيل المثال.
وتم بالفعل الاتفاق على تحقيق أهداف محددة متعلقة بالمشروعات وغيرها، ثم ترجمتها إلى أرقام فعلية، ولدينا خطة تمتد لـ10 سنوات.
ومن ثم فما خطة الشركة خلال الـ10 سنوات المقبلة؟
– عبد الله سلام: الطموح هو أن تصبح «مدينة نصر للإسكان» أحد أكبر الكيانات الاقتصادية فى مصر خلال الـ10سنوات المقبلة، خاصة أن لديها من العراقة والتاريخ وثقة العملاء والملاءة المالية ما يؤهلها لذلك.
هل التوسع الخارجى ضمن طموحات شركة «مدينة نصر للإسكان»؟
– عبد الله سلام: نعم، نحن ندرس أن يكون لنا تمثيل إقليمى ودولى بشكل دائم فى إطار الطموح الأكبر، سواء من خلال تصدير العقار، أو التواجد الفعلى بتطوير مشروعات فى الدول العربية تحديدًا.
هل التحول لأحد أكبر الكيانات الاقتصادية فى مصر يتطلب إضافة أنشطة جديدة، بخلاف التطوير والمقاولات؟ أم تقصد التحول لكيان ضخم كمطور عقاري؟
– عبد الله سلام: هناك ميزة فى مجال التطوير العقارى هى أنه مرتبط بالعديد من الأنشطة الأخرى، لكن التركيز سيكون لصالحه بشكل أساسى.
فمِن العقار يمكن الدخول بأنشطة التعليم والصحة والرياضة والترفيه وغيرها.
هل تخطط الشركة فى الوقت الحالى لتأسيس كيانات لإدارة بعض الأنشطة التى تحدثتَ عنها، سواء فى أنشطة المدارس أو المستشفيات؟
– عبد الله سلام: هذا مطروح بالفعل حاليًّا، فى ظل تمسك شركة «مدينة نصر للإسكان» ببناء المجتمعات المتكاملة، وهو ما يحتّم عليها فى النهاية تدشين مشروعات خِدمية وترفيهية، ولكن نبحث شراكات مع الكيانات العاملة بالمجالات نفسها.
أما عن فكرة تأسيس شركات منفصلة لهذه المشروعات، فالأمر متوقف على طبيعة كل مشروع.
أى المجالات أقرب خلال الوقت الحالى لتأسيس شركة منفصلة؟
– عبد الله سلام: بدأنا بالفعل مفاوضات متقدمة مع خبراء بمجالات التعليم والرياضة، لكن هل سيتم تأسيس شركة خاصة بنا، أو الدخول فى شراكة؟ لا يزال هذا الأمر قيد الدراسة، وهناك شق آخر إدارى لكنه منتشر لدى كل المطورين العقاريين.
ونحن ندرس الأمر بتمهل، خلال الوقت الحالى؛ لخلق نموذج مبتكر، واختيار الشركاء المناسبين.
إلى أى مدى تطبق شركة «مدينة نصر للإسكان» إستراتيجية التوسع فى المبانى الإدارية للإيجار لتحقيق العوائد المستدامة؟
– عبد الله سلام: هذا الأمر هو جزء لا يتجزأ من التطوير العقارى بشكل عام، وأهميته خاصة بتحقيق عوائد مستمرة من خلال التأجير، إلى جانب توفير الشق الخدمى للمشروعات التى تطرحها الشركات.
هل القفزة المحققة بنتائج أعمال الـ9 شهور الأولى من 2022 قابلة للتكرار فى العام المقبل؟
– عبد الله سلام: هذا يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لنا يدفعنا لدراسة خطوات الشركة وتوسعاتها خلال الفترات المقبلة بعناية كبيرة، ولكن نحن متفائلون بمواصلة هذا النمو .
ذكرت أن هناك عدة تطلعات لدى الشركة بالتوسع الخارجى أو دخول أنشطة جديدة وتأسيس كيانات لها، بالإضافة إلى الشق الإدارى والعوائد المستدامة، أيهما أقرب للتنفيذ؟
– عبد الله سلام: نحن لدينا محفظة أراضٍ كبيرة قائمة بـ«تاج سيتى» و«سراى»، ولا يزال المشروعان يفتقريان للعديد من الخدمات غير السكنية، فنتطلع لإحياء هذه المدن بالشق التجارى والإدارى والخِدمى بأنواعه المختلفة من تعليم وصحة وترفيه وغيره.
وعلى جانب آخر لدينا تطلع بشراء مساحات جديدة من الأراضى تمكِّننا من اختراق أسواق مختلفة عن الراهنة لدينا.
هل يمكن القول إن لديكم تطلعًا للدخول فى مناطق التجمعات السكنية الحالية غرب القاهرة والساحل الشمالى، على سبيل المثال؟
– عبد الله سلام: ملامح السوق العقارية فى السوق المصرية معروفة، منطقة شرق القاهرة هى الأكبر، والتى تُعتبر «مدينة نصر للإسكان» من الرواد بها، ثم تأتى غرب القاهرة والساحل الشمالى، وكذلك العاصمة الإدارية، ثم بقية المحافظات.
وشركة «مدينة نصر» تبحث حاليًّا منطقة غرب القاهرة والساحل الشمالى، إلى جانب التركيز على قطعة الأرض المملوكة لها بمحافظة أسيوط، والتى تمثل نواة للتوسع فى بقية المحافظات، وخاصة فى ظل اهتمام الدولة بطرح مدن جديدة هناك.
ولدينا مخطط لطرح المشروع الخاص بمحافظة أسيوط خلال العام المقبل 2023.
وأخيرًا لا يمكن إنهاء الحلقة دون الحديث عن نظرتك لوضع القطاع العقارى حاليًّا، مع تعدد العوامل المؤثرة من القفزة بأسعار الصرف وعدم استقرارها، إلى جانب زيادة التكاليف، وضعف القوة الشرائية؟
– عبد الله سلام: بالفعل تلك التطورات لا تخفى على أحد، ومنذ بداية وقوعها تدرس الشركة تأثيرها عليها، وكيفية التحوط ضدها، وهذه الأحداث مستمرة بشكل عام، وخاصة بصناعة العقارات.
لكن سوق العقارات فى مصر لا تزال واعدة جدًّا ولديها فرصة كبيرة للنمو، فنحن فى حاجة لحوالى مليون وحدة سكنية فى العام، والطلب مستمر فى ظل الزيادة السكانية الكبيرة.
كيف ترى الزيادة فى سعر العقار، الفترة المقبلة، فى ظل كل المتغيرات التى ذكرناها؟
– عبد الله سلام: أُرجح زيادة سعر العقار بنحو -15 %20 خلال عام، بتأثير تغيير قيمة العملة، ومن ثم تغير التكلفة، إلى جانب زيادة أسعار الفائدة.