قال الكيميائى سعد أبو المعاطى رئيس شركة أبو قير للاسمدة والعضو المنتدب، أن هناك إنخفاضاً فى أسعار اليوريا حيث وصل سعرها خلال عام 2018 قرابة 340 دولاراً للطن لتصل حاليا فى حدود الـ 265 دولار، نتيجة زيادة المعروض العالمى والتغيرات المناخية والمواسم الزراعية و بعض الظروف السياسية كما يحدث فى ايران، والظروف البيئية كما يحدث فى الصين، متوقعا وجود انخفاض فى أسعار الاسمدة العالمية خلال العام الجارى .
وأضاف على هامش مؤتمر الاتحاد العربى للأسمدة، الذى عقد بالقاهرة مؤخرا، أن الاسعار مثلا كانت فى حدود 340 دولار لتنخفض لـ265 دولار ثم تعود الى 300 دولار ثم تعاود الإنخفاض مرة أخرى، أما بخصوص السوق المحلى أكد رئيس أبو قير للأسمدة إلى أنه لا يوجد أزمة سماد فى مصر، خاصة أن مصر تنتج ما يزيد عن 22 مليون طن فى حين أن الاستهلاك المحلى لا يتعدى 9.5 مليون طن .
وأشار الى أن هناك صعوبة فى تسويق الأسمدة للسوق الحر المحلى فى الوقت الراهن، حيث يصل السعر للأسمدة المسلمة لوزارة الزراعة نحو 3000 جنيها للطن .
وأكد أن مستقبل صناعة الاسمدة فى مصر أصبح واعد « حسب وصفه «، مشيرا الى ظهور عدد من الشركات الجديدة من ناحية، علاوة على إحلال و تجديد لبعض الشركات العاملة بالسوق، وذلك لوجود مقومات الصناعة من ناحية، وتوافر الغاز الطبيعى من ناحية أخرى، علاوة على الموقع المتميز و هو ما يؤكد انتعاش تلك الصناعة، قائلا «لا يوجد دولة بالعالم لديها صناعة أسمدة فوسفاتية ونيتروجينية فى آن واحد سوى مصروالسعودية ».
ولفت الى ان استثمارات تلك الصناعة بلغت مؤخرا الى ما يزيد عن 200 مليار جنيه وقوى عاملة تتعدى 50 ألف عامل، وبلغ حجم الصادرات ما يقارب 2 مليار دولار سنويا .
وتابع «أبو المعاطى» أن قرار تخفيض مساحة الارز فى منطقة الدلتا العام الماضي، لم يكن له تأثير كبير على استخدام الاسمدة، خاصة أن نفس المساحات تم زراعتها بأصناف أخرى تحتاج أيضا الى عملية التسميد .
وأشار الى أن الحكومة تعتزم انشاء مشروع استصلاح مليون ونصف فدان والتى تحتاج الى نوعية معينة من السماد، لذا بدأنا فى تنفيذ مشروع اسمدة لانتاج الحبة الواحدة وهى أنواع مناسبة لتلك النوعية من الاراضى الصحراوية-على حد قوله -، موضحا أن الأراضى فى مصر فى احتياج مستمر للتسميد، قائلا « لولا التسميد لانخفضت الانتاجية الزراعية بنسبة 30 – %40 .
فى رئيس أبو قير للأسمدة، أن يكون للأسمدة أية أضرار على صحة الانسان، مشيرا أن مسمى الاسمدة الكيماوية مسمى خاطئ، خاصة أنها تعتمد فى معظمها على الغاز الطبيعي، ولو كانت ضارة ما سمحت أمريكا وأوروبا بإستيرادها كما تقيم تلك الدول مصانع لإنتاج الأسمدة بكافة أنواعها على اراضيها .
ولفت «أبو المعاطى» الى أن الزيادة التى تطرأ على سعر الكميات المخصصة لوزارة الزراعة تكون فى حدود 100 الى 200 جنيه للطن بسبب زيادة أسعار النقل، والذى يتزايد نتيجة زيادة المحروقات وقطع الغيار وأحياناً يتم خفضها وفقاً للأسعار العالمية وسعر التحويل للدولار .
وأكد رئيس أبو قير للأسمدة على أن الشركة تنتهج حاليا سياسة خاصة بالعمرات بحيث يدخل المصنع كل 3 سنوات عمرة جسيمة، ومن المقرر أن يتم خلال شهر يوليو المقبل اجراء عمرة لمصنع ابو قير 2 ، فى حين تم اجراء عمرة فى ابريل الماضى لمصنع ابو قير1 .
وأشار الى أن أبو قير للأسمدة تقوم حاليا بتنفيذ مشروع إعادة تدوير مياه الصرف الصناعي، والذى اعتبره من أكبر المشروعات من نوعه بشركات الاسمدة فى مصر، ويعتمد على أحدث تكنولوجيا فى العالم فى هذا الشأن، إلا أنه يواجه تأخير فى التنفيذ ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال أسابيع .
وأكد أن الشركة التى تقوم بتنفيذه تم اختيارها من بين 21 شركة، ويقوم بتنفيذه تحالف باماج - سامكريت .
وتوقع أن يتم الانتهاء من التشغيل التجريبى لكامل المشروع خلال مارس المقبل، ويعد المشروع توفيراً لإستخدام المياه، موضحا أن الصرف الخاص بالشركة فى حدود 650 متر مكعب/ساعة، يتم استرجاع 550 متر مكعب من المياه المعالجة من خلال المشروع الجديد والـ100 متر مكعب التى سيتم التخلص منها بالبحر بمواصفات بيئية مقبولة طبقاً والقوانين المنظمة لهذا الشأن .
كما يتم استرجاع الامونيا بمياه الصرف ودخولها مرة أخرى فى عملية الانتاج، وبهذا المشروع تكون شركة أبوقير للأسمدة لا يوجد بها تلوث بحرى أو جوى وتعتبر صديقة للبيئة.
ولفت «أبو المعاطى» الى ان المشروع تكلفته لن تزيد رغم التأخير، وقيام الشركة المنفذة برفع قضية تحكيم دولي، و التى تم إلغاءها بأتفاق الطرفين .
ولفت الى أن الشركة بصدد الترسية على أحد المكاتب الاستشارية خلال مجلس الادارة القادم للقيام بعمل دراسة الجدوى الاقتصادية والتسويقية لمشروع انتاج الميثانول والكالسيوم أمونيوم نيتريت، وبمجرد ظهور نتائج الدراسة سيتم اختيار مستثمرين للدخول فى شراكة معهم .
وأوضح رئيس أبو قير للأسمدة أنه من المتوقع أن يتم تأسيس شركة لانشاء وتشغيل هذا المشروع تساهم فيه شركة أبو قير بالحصة الأكبر، والذى سيتكلف قرابة 2 مليار دولار حسب الدراسات المبدئية .
وأكد أن التوجه الى مثل هذه المشروعات بسبب أن شركة أبو قير للأسمدة رأت أن هناك طاقات كبيرة اضافية من الاسمدة دخلت للسوق، وبالتالى بدأنا نخطط للدخول فى مشروعات جديدة ، وتعتمد على الغاز الطبيعي، والذى اصبح متوفر بكثرة، اضافة الى وجود طلب كبير عالميا على هذا المنتج .
وأوضح «ابو المعاطى» أن أسعار الغاز الطبيعى أصبحت مقبولة اقتصاديا، كما ان العائد على الاستثمار فى هذا النشاط جيد و أن الكالسيوم أمونيوم نيتريت له احتياج محليا وعالميا، ومتوقع أن يصل إنتاج المصنع الجديد بواقع مليون طن ميثانول، ومليون طن كالسيوم نتريت.
وتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروعين فى توقيت واحد وهناك انتظار من قبل المستثمرين للبدء فى المشاركة حال ثبوت جدوى المشروع ، حيث يعتمد مشروع الميثانول بصورة كبيرة على التصدير .
ويتم حاليا المفاضلة بين المواقع المختلفة لإختيار افضل المواقع لتنفيذ المشروع، خاصة أنه يعتمد بصورة أكبر على التصدير، موضحا أن أهم المواقع قد تكون فى الاسكندرية او الساحل الشمالى .
وبالنسبة لمشروع الحامض والنترات والحبة الواحدة ، فالشركة بصدد الترسية على المقاول العام، وبتكلفة تقدر بنحو 250 مليون دولار، وهما مشروعين مكملين بضعهما الاخر ومن المقرر ان يقام على أرض الشركة وداخل حدودها .
ولفت الى أن الهدف من المشروع فى الأساس هو إنتاج أسمدة مخصصة للأراضى التى يتم استصلاحها ، علاوة على توجيه كمية منه للصادرات، خاصة لمنطقة جنوب شرق أسيا .
وذكر أنه تم الاتفاق مع تحالف مصرفى ضم بنوك الأهلى ومصر وقطر الوطنى الأهلى على تمويل المشروعين .
وكشف عن أنه تم طرح مشروع تحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية قدرها 100.000 متر مكعب فى اليوم، على الشركات الاستشارية لإعداد كراسة الشروط الخاصة بالمشروع ويتم حاليا المفاضلة بينها .
وأكد أن الهدف من المشروع هو تأمين الشركة من احتياجاتها من المياه ، مطالبا بتعميم التجربة على معظم الشركات الصناعية ، بحيث يكون لدى الشركات الكبرى عملية تأمين لاحتياجاتها من المياه .
وأوضح «أبو المعاطى» أن ابو قير للاسمدة تقوم حاليا باستخدام 1200 متر مكعب/ ساعة وهى معدلات كبيرة، وبعد تشغيل معالجة الصرف الصناعى ستنخفض تلك الكمية الى %50 .
وأوضح أن الشركة لا تزال مستعدة للمزايدة على أرض شركة راكتا حال إعادة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية المزاد مرة أخرى، خاصة أنها تعد امتداد طبيعى لشركة أبو قير للأسمدة، ومتوقع استخدامها فى مشروعاتنا المستقبلية فى حالة فوز الشركة بها .
وبالنسبة لمصنع الشكائر أوضح رئيس شركة أبو قير للأسمدة أنه تم الانتهاء منه خلال الاشهر الاخيرة، ويتم الاكتفاء منه ذاتياً و الفائض منه يتم بيعه للشركات المحلية، ومنها شركة موبكو للأسمدة وشركة حلوان وعددا من الشركات الأخرى ، خاصة أنه يعمل بطاقة تصل الى 40 مليون شيكارة / سنويا .
وأوضح أن منطقة قناة السويس لم تخرج من حساباتنا حيث يتم المفاضلة حاليا بينها وبين منطقة العلمين الجديدة، وأرض راكتا للورق، لتنفيذ المشروعات المستقبلية للشركة، وكل منها لها مميزات بالموقع وقربها من سوق الصادرات، فى ظل وجود تشبع من المشروعات على ارض الشركة بمنطقة الطابية بالاسكندرية .
وفى نوفمبر الماضى ألغت القابضة للصناعات الكيماوية مزادًا لبيع 80 فدانًأ مملوكة لشركتها التابعة راكتا، بعد تقدم عرض وحيد من أبوقير، وتتجه القابضة لإعادة طرح المزايدة فى وقت لاحق .
وتجدر الإشارة ملكية شركة أبو قير للأسمدة تتوزع بين عدد من المساهمين تضم، هيئة البترول وهيئة التنمية الصناعية وشركة كيما وشركة الأهلى كابيتال والشركة القابضة للصناعات الكيماوية وبنك الاستثمار القومى وبنك ناصر الاجتماعى ومصر للتأمين ومصر لتأمينات الحياة وصناديق الاستثمار والأفراد واتحاد العاملين المساهمين .
وأوضحت المؤشرات المالية لشركة أبو قير للأسمدة و الصناعات الكيماوية ، خلال النصف الأول من العام المالى 2018-2019، عن زيادة أرباحها بنسبة %32.4 على أساس سنوى.
وحققت الشركة أرباحاً بلغت 1.65 مليار جنيه خلال الستة أشهر المنتهية فى ديسمبر الماضي، مقابل أرباح بلغت 1.24 مليون جنيه فى النصف المقارن من العام المالى الماضى .
وزادت إيرادات الشركة خلال الفترة إلى 4.9 مليار جنيه، مقابل إيرادات بلغت 4.15 مليار جنيه فى النصف الأول من العام المالى الماضى .
وأرجعت الشركة ارتفاع أرباحها إلى اتباع سياسة تشغيلية و تسويقية واقتصادية مرنة، بالإضافة إلى إدارة المحفظة المالية للشركة بطريقة جيدة .
وحققت الشركة أرباحاً بنحو 752.8 مليون جنيه خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضي، مقابل أرباح بلغت 467.11 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من 2017.
|