تخطط شركة أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية، لرفع حجم الاستثمارات المستهدفة خلال العام المالى الحالى، إلى أكثر من 3 مليارات جنيه، مقابل 2 مليار منفذة خلال العام المالى الماضى .
جاء ذلك فى حوار مع سعد أبو المعاطى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لأبو قير للأسمدة، الذى كشف خلاله عن خطة الشركة فى تنفيذ عدد من المشروعات التوسعية لزياة الطاقة الإنتاجية، والجدول الزمنى لتشغيل المشروعات الحالية .
قال أبو المعاطى إن جانب كبير من الاستثمارات المذكورة يوجه لتنفيذ مشروع إنتاج الحامض والنترات، تمويله عبر قرض بنكى حصلت الشركة عليه مؤخرا من البنوك المحلية بالعملة الأجنبية والمحلية .
يذكر أن مجلس إدارة «ابو قير»، وافق منذ أسابيع على تدبير التمويل اللازم للمشروع ، وقدره 105 ملايين يورو و600 مليون جنيه من تحالف بنوك الأهلى، ومصر، وقطر الوطنى.
قال رئيس الشركة إنه يجرى حاليا إنهاء التراخيص اللازمة للمشروع الذى يستهدف إنتاج حوالى 210 آلاف طن نترات أمونيوم سنوياً، يوجه جزءًا منها إلى السوق المحلية والباقى مخصص للتصدير، ويستغرق تنفيذ المشروع 28 شهراً، واسترداد التكلفة خلال 5 أعوام تقريبا من بدء التشغيل .
أوضح أن الشركة تدرس حاليا تدشين مصنع لإنتاج الأسمدة باستثمارات تصل إلى 2 مليار دولار، مشيرا إلى أنه يجرى فى الوقت الحالى البحث عن الأرض، التى يشترط أن تكون قريبة من شبكة الغاز، والموانئ المخصصة للتصدير والسكك الحديد، والطرق، لتوفير أكبر قدر من النفقات الاستثمارية، موضحا أنه يتم حاليا المفاضلة بين المواقع المرشحة لذلك .
أشار إلى أن شركته تستهدف افتتاح مشروع محطة معالجة الصرف الصناعى نهاية العام الحالى لإعادة تدوير 650 متر مكعب/ساعة من مياه الصرف الصناعى فى الساعة، بدلا من التخلص منهم بخليج أبو قير بالبحر المتوسط، وإعادة استخدام 550 متر/ساعة منها بمصانع الشركة وصرف 100 متر/ساعة فقط مطابقة تماما لقوانين البيئة المصرية .
لفت إلى أن الشركة انتهت من تنفيذ مشروع وحدة إزالة الأملاح من المياه طاقتها 450 متر مكعب فى الساعة، وتمويلها عبر الموارد الذاتية، مشيرا إلى أن المشروع مهم للشركة، لا سيما فى أوقات السدة الشتوية .
قال إن شركته بدأت التشغيل التجريبى لمصنع إنتاج شكائر البلاستيك وزن 50 كيلو جرام وهو عبارة عن 3 خطوط إنتاج بتكنولوجيا المانية تم تمويله بشكل ذاتى لإنتاج 40 مليون شيكارة فى العام، لتغطية احتياجات الشركة وبيع الكميات المتبقية للشركات الشقيقية .
قال رئيس أبو قير للأسمدة إن شركته تنتج 140 ألف طن شهريا من الأسمدة، يوجه منهم %55 بما يعادل 1.5 مليون شيكارة شهريا تمثل حصة وزارة الزراعة الموجه للمزارعين، والكميات المتبقية بيعها فى السوق المحلية بالسعر الحر أو تصديرها للخارج .
قال إن شركته تغطى السوق المحلية، بسعر يعادل تكلفة الإنتاج أو يقل بغرض دعم الفلاح، مشيرا إلى أنه حال تصدير الكميات المخصصة للسوق المحلية أو تسويقها داخليا بسعر حر، يحقق عائد إضافى للشركة يصل إلى 1.3 مليار جنيه فى العام .
أكد أن الاتهامات المثارة بوجود أزمة نقص أسمدة فى السوق بسبب تصدير الإنتاج للخارج وتحقيق مكاسب للشركات، أمر مغلوط، موضحا أنه قد تكون هناك أزمة فى التوزيع .
أضاف: «الدليل على عدم وجود أزمة أن مخازن البنك والجمعيات الزارعية لا تخلو من السماد، كما أن أى شركة لا تستطيع تصدير طن واحد دون موافقة وزارة الزراعة ، لكن خسارة «أبو قير» يعنى عدم قدرتها على الاستمرار والوفاء بالتزاماتها للفلاح وتحقيق دورها فى المسؤولية الاجتماعية فكان لازما أن تحقق ارباح للمساهمين والعاملين هذا بخلاف دورها كمسئولية مجتمعية وقيامها بضخ نحو 1.5 مليون شيكارة من الأسمدة شهريا للسوق المحلى بسعر التكلفة ».
قال إن شركته أوقفت مؤخراً تصدير شحنات السماد السائل لأمريكا نتيجة لانخفاض الجدوى الاقتصادية وتراجع أسعاره عالميا، موضحا أن تصدير السماد السائل يكون لظروف اضطرارية، وحسب الفرص البديلة مثل مواسم الأعياد، التى تتوقف فيها عمليات النقل، أو حال توقف أحد المصانع عن العمل بغرض العمرات.
أكد أن سياسةَ صناعة الأسمدة فى مصر تعتمد على تعظيم القيمة المضافة للخامات الأساسية، وهى الغاز الطبيعى والفوسفات وفق الاحتياجات المتاحة واستمرار التواجد بالأسواق العالمية، مضيفا: «السماد يرفع الإنتاجية بين 30 إلى %50 .
لفت إلى أن مصر يصبح لديها وفرة فى الغاز الطبيعى نهاية العام، ما يسمح لشركات صناعة الأسمدة على مستوى الجمهورية، والعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، وتحقيق طفرة نوعية فى مجال زيادة الكميات، وتنوع المنتجات وعمل مشروعات جديدة .
أوضح أن صناعة الأسمدة فى مصر تتميز بجودتها وأسعارها المعتدلة مقارنة بمثيلاتها فى الدول العربية الأخرى، كما تتميز بسهولة النقل والوصول إلى الدول بأقل تكلفة نقل، موضحا أن مصر أفضل الدول المنتجه للسماد على البحر المتوسط وأفريقيا، بدليل الطلب الكبير على منتجات الشركة فى أمريكا، وأوروبا، وتركيا وغيرها، والتصدير حاليا إلى أكثر من 20 دولة عربية وأوروبية .
لفت رئيس مجس إدارة أبو قير للأسمدة إلى أن إجمالى إنتاج مصر من الأسمدة الآزوتية يقترب من 21 مليون طن - بنسبة آزوت %15.5 - يتم استهلاك نحو 9.5 مليون طن سنويا محلياً والباقى يخصص للتصدير الخارجى ويحقق عوائد تصل إلى 2 مليار دولار سنويا.
قال إن حجم الإنتاج العالمى للأسمدة لعام 2017 بلغ 255 مليون طن ومن المتوقع أن ينمو %6 ليصل إلى 270 مليون طن بحلول 2020، فى حين أن الطلب العالمى بلغ 236 مليونًا محققاً فائض يقدر 19 مليون طن .
توقع أبو المعاطى أن يصل الطلب العالمى على الأسمدة بحلول عام 2020 إلى 247 مليون طن أى بمعدل نمو يقدر بحوالى 4.6 % محققاً فائض فى ميزان العرض والطلب العالمى يصل إلى 23.6 مليون طن .
قال رئيس أبو قير إن إنتاج الأمونيا فى مصر يقدر %24 من إجمالى إنتاج المنطقة العربية تليها السعودية %22، ويبلغ إنتاج اليوريا فى مصر %23 من إجمالى إنتاج المنطقة تليها دولة قطر %22 .
قال إن برنامج الطروحات المزمع تنفيذه ينشط الحركة على السهم لكن نتمنى أن يتم التقييم بشكل عادل، مشيرا إلى أن إصرار الدولة للحفاظ على ملكيتها فى الشركة بنحو %61 ضمن برنامج الطروحات يؤكد على أهمية صناعة الأسمدة واعتبارها سلعة إستراتيجية .
تترقب البورصة طرح حصة إضافية تمثل %30 من أبو قير للأسمدة ضمن برنامج الطروحات الحكومية .
أكد أبو المعاطى أن سهم أبو قير فى البورصة لا يعكس قيمتها المالية الحقيقية، إلى جانب المشروعات الضخمة التى تدخل بها الشركة فهى تساهم فى شركات كبرى تعمل فى المجال هى الإسكندرية للأسمدة التى تبلغ نسبة مساهمة أبو قير فيها %15، وحلوان للأسمدة %17، وتشارك فى الوادى للأسمدة الفوسفاتية بنسبة %10، والعالمية للأسمدة والكيماويات %3، أى أن القيمة الإجمالية الحقيقة لأبو قير تتجاوز 45 مليار جنيه بكثير .
أوضح أبو المعاطى أن شركته مستعدة لرفع حصتها فى الشركات التى تستثمر بها حال وجود اطراف بائعين، مشيرا إلى أن المساهمين فى تلك الشركات ما زالوا متمسكين بحصصهم نتيجة نجاح تلك الشركات ونمو صناعة الأسمدة وربحيتها .
أكد أن زيادة رأس المال الاخيرة للشركة والممولة من الاحتياطيات وكذك تجزئة القيمة الاسمية للسهم ادت جميعها لارتفاع وانتعاش حركة السهم وزيادة قاعدة العملاء ، لكن ما زال الأمر لا يتناسب مع قيمة الشركة الضخمة، كاشفا انه كان هناك دراسة لزيادة رأس المال فى وقت لاحق .
يشار إلى أن «أبو قير» رفعت رأسمالها المصدر والمدفوع، قبل عام، من 1.26 مليار جنيه، إلى 1.89 مليار جنيه كأسهم مجانية تمول من الاحتياطات الظاهرة بالقوائم المالية للعام المنتهى فى 30 يونيو 2016، كما قامت الشركة بتجزئة السهم من 15 جنيهاً إلى 1.5 جنيه.
لفت إلى أن وزارة البترول تدعم الصناعة بكل قوتها من خلال توفير الغاز اللازم لمصانع الأسمدة ما جعلها تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، لكن يجب النظر إلى صناعة الأسمدة ومشاكل المصانع المتعثرة لأن تطويرها يحقق عائدًا كبيرًا للدولة .
أشار رئيس الشركة إلى أن «أبو قير» تتبع سياسة الإحلال والتجديد فى مصانعها بشكل يضمن استمرار المصانع دون توقف، من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة التى تضمن بقاء أبو قير كشركة رائدة رغم مرور 40 عامًا على تدشين أحد مصانعها .
لفت إلى أن أهمية تأهيل وتدريب العنصر البشرى موضحا أن الشركة تستثمر أكثر من 10 ملايين جنيه سنويا للتدريب الخارجى والداخلى للعاملين، لتحقيق 3 أهداف هى التعليم، ونقل الخبرات، والتواصل، إلى جانب تحقيق جانب ترفيهى للعامل .
أضاف: «أدخلنا التكنولوجيا والتعامل الإلكترونى فى كل شى من خلال نظام داخلى-سيستم - عام للشركة، وتم الاستغناء عن التعاملات الورقية ».
|