تستكمل الإدارة الحالية لشركة أوراسكوم للفنادق والتنمية خطتها التوسعية بالسوق المحلية من خلال إطلاق العديد من المشروعات الفندقية والسكنية الجديدة بمنتجع الجونة، ومكادى والفيوم وطابا، وسط حالة أخرى من التفاؤل بتحسن معدلات السياحة الوافدة لمصر.
لخّص خالد بشارة ، الرئيس التنفيذى لشركة أوراسكوم للفنادق والتنمية، استراتيجيتها التوسعية خلال العام الحالى باستكمال الأعمال الإنشائية لمشروع تجارى سكنى فى الجونة، بجانب إطلاق مرحلة أخرى من المشروع الإدارى، علاوة على تأسيس وحدات سكنية متميزة، وتوسعة المارينا، فى ظل وجود 21 مليون متر غير مستغلة داخل منتجع الجونة.
وتطرّق بشارة للحديث عن رؤية الشركة لمشروعاتها الحالية فى الفيوم وخطة إطلاق وحدات سكنية جديدة، بجانب الإشغال المنخفض لفنادق طابا وكيفية علاج الأزمة، بالإضافة للتوسعات المنتظرة داخل مكادى بالغردقة.
بدايةً تحدث بشارة عن الاستراتيجية الجديدة التى اتبعتها الشركة منذ توليه المنصب، والتى ساعدت على الارتقاء بمعدلات الربحية التى تحققها وحجم المبيعات العقارية وإشغالات الفنادق التى سجلتها، مقارنة بالفترات الماضية.
ولفت إلى أن الاستراتيجية تضمنت تطبيق نظام إدارى جديد، ووضع العمليات الإدارية تحت مظلة إدارة واحدة؛ لتحقيق نوع من التوازن بين جميع القطاعات، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل فى 3 مجالات مرتبطة، وهى الخدمات الفندقية، والعقارات، إضافة إلى خدمات إدارة.
وأوضح أن الشركة نجحت فى زيادة إشغالات الفنادق، خلال النصف الأول من العام الحالى، وارتفاع المبيعات العقارية لتسجل 719 مليون جنيه، مقارنة بـ359 مليونًا خلال الفترة المناظرة من العام المنقضى.
قال بشارة إن منتجع الجونة يُعد الأضخم لدى الشركة على صعيد استثماراتها المحلية، لافتًا إلى أن «أوراسكوم» تسعى لتطبيق نظام المدينة المتكاملة.
وفى إطار ذلك أنشأت «أوراسكوم» جامعة و3 مدارس، فى المنتجع القريب من الغردقة من بينها مدرسة حكومية، ومستشفى يعد الأكبر بالبحر الأحمر، ومطار خاص وملاعب واستاد، إضافة إلى تخصيص منطقة متكاملة للعاملين تُسمى البستان.
وتابع: أنشأت الشركة 3 سينمات مغلقة، وسيتم إنشاء أخرى مفتوحة؛ تزامنًا مع المهرجان السينمائى المنتظر، بحضور عدد من الفنانين العالميين والعرب، منوهًا بأن تنظيم المهرجان يستهدف ترويج المبيعات بمنتجع الجونة، مؤكدًا أن هناك بعض الحضور الذين تعاقدوا بالفعل على شراء وحدات عقارية.
ولفت إلى أن الشركة أنجزت عددًا من المشاريع خلال الفترة الماضية، كملاعب الاسكواش التى تم من خلالها تنظيم بطولة الجونة الدولية للاسكواش التى أحدثت ضجة كبيرة حينها، كما أنشأت قاعة للاجتماعات، وأخرى للأفراح بسَعة 3 آلاف شخص، إضافة إلى طرح أول نظام للدراجات الكهربائية فى إفريقيا، والذى يُعد الأكبر فى الشرق الأوسط، وتشمل المرحلة الأولى منه 100 دراجة مقسمة على 10 محطات، كما شرعت الشركة فى خطة لتوسيع المارينا «أبيدوس» بإضافة 10 أرصفة سيتم الانتهاء منها خلال الشهرين المقبلين.
وذكر بشارة أن الشركة ستعمل على إطلاق عدد من المشاريع، سواء كانت عقارية أو إدارية، تتضمن إطلاق المرحلة الثانية من المشروع الإدارى «جى سبيس» عقب النجاح الكبير الذى حققته الأولى، مشيرًا إلى أن المرحلة الجديدة تشمل إنشاء مكاتب مغلقة.
وألمح إلى أن «أوراسكوم» قد تلقّت حجوزات بزيادة %50 على المساحات الإدارية والمتاحة، من شركات صغيرة وعالمية، كاشفًا عن تعاقدها مع شركة ألمانية لنقل مكاتبها إلى الجونة خلال الفترة المقبلة وسيتم الإعلان عنها قريبًا.
وتوقَّع أن تقوم شركته بإطلاق مرحلة جديدة من «جى سبيس» خلال النصف الثانى من العام المقبل، لافتًا إلى أن منتجع الجونة يحوى مكاتب حوالى 150 إلى 200 رائد أعمال مصريين وأجانب.
وأضاف بشارة أن شركته تبنّت استرايجية لتجديد فنادق المجموعة بالجونة، والبالغة نحو 17 فندقًا بإجمالى 2424 غرفة، مشيرًا إلى أن عملية التطوير شملت إحلال وتجديد وتغيير استراتيجية بعض الفنادق، فمثلاً تم تخصيص بعضها للتركيز على السياحة الداخلية.
وتوقّع انتهاء عملية تطوير جميع الفنادق خلال النصف الثانى من العام المقبل، مشيرًا إلى أن الإشغالات قد ارتفعت بشكل كبير خلال النصف الأول من 2017 لتسجل %75، مقارنة بـ%52 خلال الفترة المقارنة، وبلغت إيراداتها 448.8 مليون جنيه، مقارنة بـ183.0 مليون جنيه.
ولفت إلى أن قطاع الفنادق يُعد اللاعب الرئيسى بمجالات عمل الشركة، منوهًا بأن %80 من السياح لدى «أوراسكوم» من ألمانيا، وجنسيات أخرى متعددة من هولندا وسويسرا وبلجيكا وانجلترا.
وكشف عن اعتزام شركته إطلاق مشروع عقارى جديد يطل على المارينا خلال الربع الأخير من العام الحالى، بإجمالى مبيعات مستهدفة 20 مليون دولار.
ونوّه بأن الفترة الماضية شهدت إطلاق عدة مشاريع، منها «فنادير باى تو» الذى تم بيعه بالكامل، و«واتر سايد» و«أم جمر»، إلى جانب إطلاق المرحلة الثانية من مشروع «طويلة» التى وصلت فيها نسبة المبيعات لمرحلة جيدة.
وفى نهاية حديثه عن منتج الجونة أكد بشارة أن الحلم ما زال ممتدًّا بكون الجونة منصة متكاملة؛ إذ إن المساحة المتبقية أكثر من تلك التى تم استغلالها، ويبلغ إجمالى المساحة المتاحة لـ«أوراسكوم» بالجونة حوالى 37 مليون متر تم استغلال نحو 16 مليون متر فقط حتى الوقت الراهن.
وذكر أن الشركة تخطط دائمًا لطرح وحدات عقارية على فترات متتالية، لتناسب جميع الأذواق، مشيرًا إلى أن الإلتزام بميعاد تسليم الوحدات خلال عامين فقط من البيع.
وأضاف بشارة أن «أوراسكوم» تمتلك مساحة تُقدر بـ1.300 مليون متر بمدينة الفيوم، يتوسطها فندق بسَعة 50 غرفة تم افتتاحه العام المنقضى، إضافة إلى عدد من الفيلات، مشيرًا إلى أن الشركة باعت نحو 14 وحدة سكنية خلال النصف الأول من 2017.
وأكد أن المبيعات ارتفعت بالفيوم لتصل إلى 13 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بـ300 ألف خلال الفترة المناظرة، فى أعقاب تدشين فريق للمبيعات وتكثيف الجهود التسويقية.
وكشف عن اعتزام شركته إطلاق مجموعة شقق جديدة قبل نهاية 2017 بقيمة مستهدفة تبلغ 60 مليون جنيه.
وأفاد بأن فكرة التواجد فى الفيوم جاءت خلال فترة التى شهدت فيها السياحة نوعًا من الضعف، إضافة إلى محاولة استغلال مكان سياحى جيد.
وأشار إلى أن «أوراسكوم» تملك 6 فنادق بمنطقة طابا مقامة على مساحة 2.5 مليون متر، 5 منها من نوعية «الخمس نجوم»، وواحد فقط «أربع نجوم»، بإجمالى 2365 غرفة، وهناك 2 مليون متر غير مستغلة.
وتابع: بشكل عام نملك مجموعة من الفنادق العالمية، إلا أنه وللأسف هناك 3 فنادق مغلقة تمامًا، و3 فقط تعمل بنسبة إشغال %24 فقط، وهو أمر مرتبط بصعوبات الوصول إلى طابا، سواء من السياحة المحلية أو الأوروبية، فالسياحة الحالية من أوكرانيا تأتى عبر مطار شرم الشيخ، ثم تنتقل بسيارة لمدة 3 ساعات للوصول إليها عبر سيناء.
واستطرد: داخل طابا هناك ميناء دولى ممكن استخدامه فى وصول السياح، كما أن هناك مطارًا، وجارٍ التفاوض مع الجهات المختصة لاستقبال رحلات دولية به؛ بهدف تعزيز وتنشيط السياحة.
وأوضح أن فنادق طابا كانت تمثل نسبة كبيرة من أرباح «أوراسكوم» قبل ثلاثة سنوات، لكن مع تأزم الوضع، وقرار ألمانيا منع سفر مواطنيها إلى سيناء، انخفضت أعداد السياح، ولجأت لإغلاق نصف الفنادق؛ لتقليل الخسائر، وبمرور الوقت نجحنا فى تقليص الخسائر بنحو %75 عن المحقق فى السنوات الثلاث الماضية.
ونوّه بأن استعادة النشاط السياحى فى طابا مرتبط بتدخل الحكومة لإزالة حظر السفر الألمانى، بجانب استغلال المطار وحركة النقل فى جذب مزيد من السياح، وبمجرد تحقيق ذلك ستتجه «أوراسكوم» لضخ مزيد من الاستثمارات لإعادة افتتاح الفنادق بعد تطويرها.
ولفت إلى أن «أوراسكوم» تمتلك أصولًا عقارية وفندقية فى مكادى بالغردقة، تنقسم إلى 3 فنادق لجأت الشركة خلال العام الماضى لتوقيع عقد مع إحدى شركات إدارة الفنادق الألمانية لإدارتها لمدة 3 سنوات بقيمة 3.3 مليون يورو.
وتابع: وضعنا فى الاعتبار الوضعية الحالية للسياحة واحتمالية التحسن فى العام المقبل، وبناء على ذلك تم تحديد مدة وقيمة العقد، وبعد انتهائه ستعود الفنادق من جديد لأوراسكوم، وقد نستفيد من الترويج الجيد لشركة الإدارة داخل السوق الألمانية.
وتطرّق لخطط «أوراسكوم» للتوسع بمكادى ممثلة فى إنشاء club house يشمل حمامًا للسباحة وسيتم افتتاحه خلال أكتوبر المقبل.
وألمح إلى أن رؤية «أوراسكوم» عند تأسيس مكادى تركزت حول خلق مكان سكنى لموظفى الطبقات المتوسطة من العاملين بمدينة الغردقة فى فترة رواج السياحة، فى ظل صعوبة تملّكهم عقارات بالغردقة لارتفاع الأسعار مع تأكيد تشابه تصميم المنطقة مع الجونة.
وتابع: بمرور الوقت وسوء أوضاع السياحة كانت هناك صعوبة فى استكمال الأفكار على مدار الفترة الماضية، لكننا وضعنا خطة لإطلاق مرحلة أخرى من المشروع فى العام المقبل، بعد التحسن الطفيف فى المبيعات المسجلة مؤخرًا، حتى وإن كانت دون المستوى المأمول.
وانتقل للحديث عن الباخرة «زهرة» المملوكة للشركة، والتى تتم إدارتها بالشراكة مع «أوبروى»، وتتواجد بالنيل فى منطقى الأقصر وأسوان، مؤكداً بذل مجهود لتطويرها ورفع نسبة الإشغال، وانتقلت من خسارة تقدر بنحو 300 ألف جنيه لتحقق 500 ألف جنيه ربحًا فى النصف الأول من العام.
وأكد أهمية استثمار الشركة فى الباخرة باعتبارها تقدم مؤشرًا لافتًا على حركة السياحة فى جنوب مصر ومنطقتى الأقصر وأسوان والتى لا تملك فيهما «أوراسكوم» استثمارات حالية.
ورأى أن الفرصة جيدة فى منطقتى الساحل الشمالى والقاهرة للتوسع وإقامة مشروعات جديدة واستغلال السُّمعة الجيدة للشركة مع العملاء، مؤكدًا وجود أكثر من عرض للدخول فى مشروعات بالساحل الشمالى بنظام المشاركة، كما أن وزارة الإسكان تطرح من فترة لأخرى أراضى جديدة لشركات العقارات.
وصرح بأن الاستراتيجية الأهم للإدارة الحالية للشركة تكمن فى التخلص من أى أصول لا تحقق عائدًا وتتكبد خسائر، سواء بالسعى لتشغيلها أو بيعها، بالإضافة لأهمية وجود الأصول المستغلة داخل المناطق الرئيسية لتواجد الشركة، سواء فى الفيوم أو الجونة أو مكادى، شارحًا بأنه من أسباب اللجوء لتأجير فنادق مكادى هو بُعدها النسبى عن المناطق السكنية بالمشروع.
وعن قرار التخارج من «تمويل» القابضة، أكد أن «أوراسكوم» تعمل فى مجال الفنادق وإدارة المدن السياحية وتطوير الأراضى، ونشاط «تمويل» بعيد كل البعد عن الهدف الرئيسى لها، وهو ما دفع الإدارة للتفكير فى بيعها، رغم نتائجها المالية الجيدة خلال النصف الأول من العام الحالى وتحقيق نمو بالأرباح بلغ %64.
واستطرد: «الشركة» تقدم تمويلات للعملاء وتحصل مقابل ذلك على تمويلات من البنوك، وهو الأمر الذى يزيد قيمة القروض الإجمالية لـ«أوراسكوم» بما يقدم صورة مخالفة عن الأداء الكامل للمجموعة، كما أنه عالميًّا لا توجد مجموعة تطوير عقارى تملك شركة تابعة فى مجال التمويل، وإنْ وُجد فإن نسبة ملكيتها تكون منخفضة.
وتابع: بعد رفع أسعار الفائدة من «المركزى» لمرتين متتاليتين حدث تباطؤ فى خطوة التخارج بسبب رغبة المشترين فى إعادة تقييماتهم ووضع خطط مستقبلية، لكن فى الفترة الحالية هناك 3 عروض جدية من مؤسسات مصرية تعمل فى المجال المالى والاستثمار المباشر وخبراء إدارة للاستحواذ على الشركة، بعد تأكدهم من قدرة الإدارة الحالية لـ«تمويل» على مواجهة آثار رفع الفائدة وتمريرها على العملاء.
وعاد ليؤكد أن «أوراسكوم» لا ترغب فى بيع «تمويل» فى حال عدم الحصول على سعر مناسب يغطى معدلات نموها.
وقال إن إجمالى القروض الإجمالية على الشركة وصل إلى 4.56 مليار جنيه خلال الفترة الحالية بدون قروض «تمويل» التابعة، والتى تبلغ وحدها 1.15 مليار جنيه، ووصلنا لاتفاق مع 10 بنوك على جدولة تلك القروض، وهناك خطة لخفضها مستقبلًا.
وأكد أن الشركة تملك %35 من الشركة المالكة لمشروع هرم سيتى، بجانب مساهمين آخرين. وعن الأزمة مع الحكومة لفت بشارة إلى انتظار صدور القرار النهائى للجنة فض المنازعات التابعة لمجلس الوزراء.
وبدأت أزمة «هرم سيتي» عام 2007 بتعاقد شركة أوراسكوم للإسكان التعاونى التابعة لأوراسكوم القابضة، على شراء 500 فدان بمدينة 6 أكتوبر جنوب طريق الواحات، ﻹقامة 50 ألف وحدة سكنية لمحدودى الدخل، مع «وعد بيع» لمساحة 1500 فدان كتوسعات، حال جدية الشركة فى تنفيذ المرحلة اﻷولى، ويوجد شريك أمريكى بالمشروع.
وأبدى بشارة تفاؤله بشأن تحسن مناخ الاستثمار فى مصر، مستشهدًا بصدور تقارير من كبرى البنوك الأوروبية، ومنها يو بى إس، وجولدن مان ساكس، وكريدى سويس، والتى أبدت نظرة متفائلة على الاقتصاد المصرى، لكن يبقى التحدى فى مدى قدرة الحكومة على الإسراع بتيسير الإجراءات وتحقيق الطفرة المتوقعة.
وأشار إلى أن الحكومة عليها تأمين وضعية الموظف الحكومى عند توقيعه عقودًا معينة.
وأوضح أن دور الحكومة لا بد أن يكون فى إطار التشريع والتنظيم، دون أن تصبح المستثمر الأكبر فى السوق، ولا بديل عن إتاحة الفرصة للقطاع الخاص.
وأشار إلى أن السياحة بدأت فى تحقيق طفرة حقيقية خلال الفترة الماضية، وهو ما يعيد الحديث من جديد حول دور الحكومة فى تحفيز طائرات الشارتر للقدوم لمصر، كما أن شركات السياحة أصبحت فى وضعية أفضل بعد الخروج من مأزق محاربة الإفلاس، لتبدأ مرحلة أخرى فى اختراق أسواق جديدة كالصين.
ونوه بأن معدلات الفائدة الحالية مرتفعة، وستسبب ضررًا للاستثمار، ودعا الحكومة للتركيز على التمويلات المقدمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتى توفر فرصًا للعمل والنمو تفوق المشروعات العملاقة.
يبلغ رأسمال «أوراسكوم للفنادق والتنمية» المصدر 1.108 مليار جنيه، موزعًا على 221.661 مليون سهم بقيمة اسمية 5 جنيهات للسهم، وينقسم هيكل ملكيتها بنحو %84.79 لأوراسكوم القابضة للتنمية إيه جى والباقى أسهم حرة التداول فى البورصة.
|