حققت الشركات العقارية، طفرة بيعية ونموًا فى حجم أرباحها للعام الثانى، رغم التحديات التى شهدتها السوق المصرية خلال العام الحالى والمتغيرات الاقتصادية، مثل ارتفاع سعرصرف العملات الأجنبية وعدم استقرار الجنيه، وزيادة تكلفة تنفيذ المشروعات وصعوبة إعداد الدراسات الاقتصادية لها.
وتأتى مجموعة طلعت مصطفى القابضة، ضمن الكيانات التى نفذت مشروعات عقارية كبرى، أسهمت فى إدخال مفاهيم جديدة للسوق المصرية، وأقامت مجتمعات عمرانية حديثة متكاملة الخدمات للطبقة المتوسطة، وفوق المتوسطة، وبدأت عام 2006 تطوير مشروع «مدينتى» على مساحة 33.6 مليون متر مربع، والذى يعد أكبر مشروع متكامل الخدمات فى مصر.
وأكد جهاد الصوافطة، نائب الرئيس التنفيذى للمجموعة، أن القطاع العقارى يشهد انتعاشة كبرى خلال الفترة الحالية، وزيادة فى حجم الطلب على الوحدات العقارية المميزة، خاصة الموجهة للشريحتين المتوسطة وفوق المتوسطة، كما تتركز طلبات العملاء على المشروعات المنفذة من قبل الشركات الجادة التى تتسم بسابقة أعمال قوية فى السوق، ومصداقية خلال فترة عملها، مشيرًا إلى حرص المجموعة منذ تأسيسها، على تنفيذ مشروعات عقارية مميزة تتلاءم مع احتياجات ومتطلبات العملاء، مع الالتزام بالجودة العالية وتسليم الوحدات فى التوقيت الزمنى المحدد والمتفق عليه.
وأوضح أن الشركات العقارية الجادة اكتسبت ثقة العملاء فى السنوات الماضية، خاصة فى الفترات التى شهدت فيها السوق بعض التحديات، إذ أن قدرة هذه الشركات على استكمال أعمالها وتنفيذ مخططاتها التوسعية أكد جديتها ورغبتها فى الاستمراروالتطور.
وأشار إلى أن المجموعة نجحت خلال النصف الأول من العام الحالى فى تحقيق مبيعات بقيمة 3.757 مليار جنيه، بنسبة نمو %106.6 عن المستهدف والبالغ 3.524 مليار، وبنسبة نمو %105 عن المحقق العام الماضى ويبلغ 3.582 مليار جنيه فى الفترة ذاتها، مشيرًا إلى أن إجمالى الإيرادات المثبتة للشركة بلغ 2.924 مليار جنيه خلال النصف الأول من 2016 مقارنة بـ 2.907 مليار خلال الفترة المقابلة من العام الماضى بنسبة نمو %101.
وأوضح أن الشركة حققت صافى ربح عن النصف الأول من العام الحالى حوالى 434 مليون جنيه، مقارنة بـ394 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها من عام 2015 وفقا للقوائم المالية المجمعة، مشيرًا إلى أن الشركة تمكنت من تحقيق صافى ربح مناسب خلال النصف الأول من العام الحالى.
وبلغ إجمالى الأصول وفقًا للقوائم المالية المجمعة فى النصف الأول من العام الحالى 61 مليار جنيه، وصافى النقدية 1.5 مليار جنيه، ورصيد النقدية والاستثمارات المالية 4.87 مليار جنيه، فى حين بلغ رصيد القروض والتسهيلات 3.35 مليار جنيه.
وأشار «الصوافطة» إلى أن التطور الملحوظ فى حجم أرباح ومبيعات الشركة خلال العامين الماضيين، يعكس نجاح سياستها وإدراكها متطلبات الشريحة الكبرى من العملاء، إضافة إلى تحسن المناخ الاقتصادى، وحركة الطلب والبيع فى القطاع العقارى وإزالة العديد من العقبات.
وأوضح أن الشركة لديها خطة توسعية خلال الفترة المقبلة، إذ تستكمل الأعمال فى مشروعاتها الرائدة، ومنها «مدينتى» إضافة إلى تنفيذ مشروع امتداد فندق الفورسيزون شرم الشيخ، والذى تم الانتهاء من الدراسات والتصميمات، والبدء بالإنشاءات الخاصة به منذ عدة سنوات، لافتا إلى أنه من المتوقع الانتهاء من الأعمال الإنشائية وتشغيله فى بداية 2019.
وأكد أن مشروع التوسعة يتضمن 99 غرفة فندقية وجناحًا علاوة على المطاعم، وقاعة الاجتماعات وحمامات السباحة والخدمات المكملة الأخرى، كما يضم ملعب جولف وفيلات وشاليهات، مشددا على تأثير التحديات التى يشهدها القطاع السياحى حاليًا، إذ بلغ إجمالى حصة الشركات المالكة فى إيرادات فنادق فورسيزونز نايل بلازا وشرم الشيخ وسان ستيفانو والنيل كيمبنسكى وفقا لنتائج أعمال الشركة خلال النصف الأول من 2016 حوالى 350 مليون جنيه، بانخفاض %2.8 عن الفترة المقابلة من العام الماضى والتى بلغت 360 مليون جنيه.
وأوضح أنه فيما يتعلق بمشروع «مدينتى» فإنه من المتوقع الانتهاء من تطويره خلال 2023، مضيفا أن الشركة مهتمة بتنفيذ مشروعات كبرى جديدة فقد وقعت فى أبريل الماضى اتفاقية مع وزارة الإسكان السعودية، تستهدف دراسة مشروعات سكنية متكاملة بنظام المطور الشامل على أراضٍ مطروحة بالمملكة وستقوم الشركة بعمل مخططات المشروعات، وتنفيذ ما يلزم لتسويق وبيع الوحدات، نظير نسبة من الوحدات مقابل ثمن الأرض، لافتا إلى أن التوقيع على الاتفاقية لا يمثل التزامًا على الشركة أو الجانب السعودى.
وأكد أن السوق العقارية المصرية مليئة، بالفرص الاستثمارية الواعدة والجاذبة لرءوس الأموال المحلية والأجنبية، إذ تقدم أعلى عائد على الاستثمار، إضافة إلى الطلب المتزايد على الوحدات العقارية، وعدم قدرة المعروض على تلبيته، مشيرًا إلى أهمية مساندة الحكومة للمطورين، لتنفيذ العديد من الأفكار والمشروعات، وكذلك تقديم الوحدات بإمكانيات وسعر يشجع المواطنين على شرائها.
وأشار إلى أن هناك عدة تجارب فى مصر لإنشاء وحدات ومشروعات مميزة، بأفكار مبتكرة، منها تجربة المنازل الذكية ولكن تظل التكلفة المرتفعة لها مع عدم وجود قدرة شرائية للعملاء أبرز التحديات التى تواجه هذه النوعية من الاستثمارات والمبانى المبتكرة.
وتأسست مجموعة طلعت مصطفى القابضة عام 2007، واستطاعت على مدار 37 سنة تطوير مايزيد عن 8.5 مليون متر مربع وبيع ما يزيد عن 57 ألف وحدة عقارية، وتطوير مجتمعات عمرانية وسكنية ضخمة فى مصربدأتها بمشروع قرية الروضة الخضراء» المقام على أكثر من 84 ألف متر بالإسكندرية عام 1990 وفى عام 1995 شيدت «قرية فيرجينيا بيتش» على مساحة 365،400 م2، التى تعد بمثابة أول مجمع سكنى متكامل الخدمات على الساحل الشمالى لمصر، وخلال العقد من 1994 إلى 2004، شيدت سلسلة من المشروعات على أطراف القاهرة، وتتضمن مجمع «الماى فير» فى مدينة الشروق بشرق القاهرة، و»الربوة» فى مدينة الشيخ زايد بغرب القاهرة، ومشروع مدينة الرحاب الشهير بالقاهرة الجديدة، وهى أول مدينة ومجتمع عمرانى وسكنى متكامل الخدمات فى مصر، ثم أعقبه امتدادًا له، وهو مشروع الرحاب2 فى 2006 الذى استمد نجاحه من الرحاب1.
وبدأت تطوير مشروع «مدينتى» على مساحة تقترب من 33.6 مليون متر مربع. ويعد المشروع بمثابة أكبر مشروع متكامل الخدمات تمامًا فى مصر، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه بحلول عام 2023 كما تتوسع المجموعة أيضا إقليميا فى المنطقة، ويعد مشروع «نسمات الرياض» فى المملكة العربية السعودية، بمثابة أولى خطوات المجموعة نحو تحقيق خطة التوسع الإقليمى، كما تمتلك المجموعة ثلاثة فنادق تحمل اسم «فورسيزونز» وتضم هذه الفنادق وحدات سكنية فخمة ومولات تجارية، ومساحات تجارية فى كل من القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ، بالإضافة إلى أحد الفنادق فئة «البوتيك» تديره شركة «كمبنسكى» فى قلب القاهرة وهو فندق أنشئ خصيصًا لتلبية احتياجات المسافرين من رجال الأعمال.
كما تعمل على تنويع أعمالها وبدأت بتطوير أربعة مشروعات فندقية ومنتجعات أخرى إضافية، وتخطط لتوسيع خدمات الضيافة والخدمات غير السكنية داخل تلك المشروعات، مثل الخدمات التجارية والطبية والتعليمية.
|