قالت مصادر إن شركة مصر لإنتاج الأسمدة «موبكو»، التى افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى مصنعها الجديد فى دمياط منذ أيام، ازمة بسبب نقص كميات الغاز المتاح للتشغيل، بالإضافة لتراجع أسعار بيع اليوريا عالمياً، تحت مستوى 200 دولاراً للطن .
تتضمن توسعات المشروع التى افتتحها الرئيس، الأسبوع الماضى، بحضور وزير البترول طارق الملا، ومستشار الرئيس للمشروعات القومية المهندس إبراهيم محلب، ووزير التجارة والصناعة طارق قابيل، وحدتى إنتاج، بإستثمارات تقترب من 2 مليار دولار، منها مليار و50 مليون دولار قرضا محليا، ومستهدف من المشروع بوحداته الثلاثة إنتاج 2 مليون طن سماد يوريا سنوياً، و120 ألف طن أمونيا .
وأكدت المصادر إنخفاض الجدوى الاقتصادية لتشغيل توسعات "موبكو" فى الوقت الحالى، نظرا لتراجع سعر سماد اليوريا عالمياً إلى ما دون 200 دولار للطن، فى حين سجلت دراسات جدوى المشروع سعر الطن على أساس 420 دولارا، بالإضافة لوجود عجز بنسبة %30 فى كميات الغاز اللازمة للتشغيل .
وأضافت مصادر وثيقة الصلة بالشركة، أن مصنع موبكو القديم، كان يعانى نقصاً فى إمدادات الغاز بنسبة 30 - %35، قبل إفتتاح التوسعات الجديدة، ما أدى لإنخفاض طاقته الإنتاجية بنفس النسبة تقريباً، ودللت على ذلك بنتائج آخر جمعية عمومية للشركة العام الماضى، والتى كشفت عن إنتاج نحو405 آلاف طن يوريا، بنسبة إنخفاض تتجاوز %35 عن المستهدف البالغ 650 ألف طن .
وأكدت استمرار مشكلة نقص الغاز، مما يجبر الشركة على تشغيل الوحدات بالتناوب، لافتة إلى أن تشغيل الوحدات الثلاث بالطاقة الكاملة، يلزمه توريد نحو 145 - 150 مليون قدم مكعب غاز طبيعى يومياً، لإنتاج نحو 5700 ألف طن يومياً، ولم يتسن لـ«المال» الحصول على تعليق من "موبكو" أو الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس ».
وأوضحت أن التوسعات بدأ تشغيلها تجريبياً لمدة شهرين أو ثلاثة، عن طريق إيقاف تشغيل الوحدة الأساسية، وتشغيل الوحدتين الجديدتين، أو إحداهما.. والعكس .
وذكرت المصادر أن نقص الغاز، وتراجع أسعار اليوريا، دفع الشركة للتقدم بطلب لهيكلة عددً من الأقساط التمويلية، بقيمة تتجاوز 150 مليون دولار، وتعهدت بتقديم نموذج مالى جديد للمشروع، على أساس مجموعة من الافتراضات أبرزها أن عام 2016 سيشهد تشغيل مصنع موبكو الجديد ENPC لمدة 6 شهور، و9 شهور للمصنع القديم، على أن ترتفع فترة التشغيل إلى 9 شهور العام المقبل، ثم 11 شهراً طوال الفترة المتبقية لسداد التمويل البنكى .
يشارك فى تمويل المشروع نحو 22 بنكاً، ويبلغ إجمالى التمويل 1.05 مليار دولار، على شريحتين، أجنبية بقيمة 630 مليون دولار، ومحلية بقيمة 2.3 مليار جنيه .
وقالت المصادر إن هناك توجيهات حكومية بتخصيص %80 من إنتاج التوسعات للسوق المحلية، وتصدير %20 فقط، وهو ما تعترض عليه الشركة لحاجتها لعملة صعبة تغطى التزاماتها الدولارية تجاه البنوك .
وأكدت المصادر أنه يتم محاسبة «موبكو» بسعر تفضيلى للغاز، وفق معادلة سعرية مرتبطة بسعر اليوريا عالمياً، بشرط ألا يقل السعر النهائى عن 3 دولارات للمليون وحدة حرارية، مقابل 4.5 دولار للشركات الحكومية، مثل أبو قير، والدلتا، وغيرهما .
وتنص اتفاقية التسعير التى حصلت «المال» على نسخة منها، على زيادة سعر بيع المليون وحدة حرارية لموبكو بواقع سنت واحد مقابل كل دولار أمريكى زيادة فى سعر بيع سماد اليوريا فوق 125 دولارا للطن الذى يتم تصديره، وبدون حد أقصى لسعر الغاز .
وقالت المصادر إن مشروع «موبكو» تحمل فى تكلفته الاستثمارية تبعات أثرت على جدواه الاقتصادية، منها فترة توقف المشروع بعد ثورة يناير، بسبب حالة الغضب التى انتابت أهالى دمياط، خوفا من الإضرار بالبيئة، وهو ما أدى لارتفاع التكلفة الاستثمارية للمشروع من 1.7 إلى قرابة 2 مليار دولار .
فيما أكد سعد أبو المعاطى، رئيس مجلس إدارة شركة أبو قير للأسمدة، إنه رغم تدنى الأسعار العالمية لسماد اليوريا، إلا أن تكلفة التشغيل والإنتاج الخاصة بمشروع «موبكو» لا تزال أقل من سعر البيع العالمى .
وأضاف أن المشروع يمكنه سداد كل التزاماته، بشرط الوصول لطاقة تشغيلية %100، موضحاً أن تحقيق الأرباح يرتبط بعودة أسعار سماد اليوريا للارتفاع .
وقال إن تكلفة النقل لدى «موبكو» تبلغ 5 - 6 دولارات للطن، لقربها من الموانئ، مقابل نحو 15 دولاراً للشركات الأخرى .
|