News Details

أحمد هيكل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة: تطوير البنية الأساسية بدول القارة الأفريقية هو الطريق لتحقيق النمو المنشود(12/12/2017 12:38:29)


أحمد هيكل يناقش فرص الاستثمار بمشروعات البنية الأساسية بأفريقيا ويسلط الضوء على نجاح الحكومة المصرية في تنفيذ حزمة الإصلاحات الاقتصادية خلال أحد الجلسات الفردية بمؤتمر "أفريقيا 2017" الذي انطلق هذا العام تحت عنوان "التجارة والاستثمار لأفريقيا ومصر والعالم" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي .

قال أحمد هيكل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة "إن سد الفجوة التي تعاني منها بلدان القارة الأفريقية باستثمارات البنية الأساسية تمثل الحل الأمثل لتوظيف الإمكانات الواعدة التي تحظى بها أفريقيا وأبرزها سرعة النمو السكاني والتوسع الحضري، سعيًا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق النمو المستدام. كما أرى أن مجتمع الاستثمار بات أكثر إلمامًا بأهمية مشروعات البنية الأساسية والعائدات الاستثمارية الجذابة التي تتميز بها". جائت كلمات هيكل خلال أحد الجلسات الفردية التي أجريت ضمن فاعليات مؤتمر "أفريقيا 2017" والذي انعقد هذا العام تحت عنوان "التجارة والاستثمار لأفريقيا ومصر والعالم" بمدينة شرم الشيخ. وقام هيكل أيضًا بتسليط الضوء على فرص النمو التي تحبو بها القارة الأفريقية وسبل مواجهة وتجاوز مختلف التحديات، في ضوء خبرته الواسعة التي تربو على عشر سنوات من إقامة المشروعات الجذابة بمصر وأفريقيا، حيث تركز استثمارات القلعة على قطاعات محورية تتضمن الطاقة والأسمنت والإنشاءات والنقل والدعم اللوجيستي والأغذية والتعدين.

ولفت هيكل أن مصر بدأت تجني ثمار خطة الإصلاحات الاقتصادية التي قامت الحكومة بتنفيذها خلال الفترة الأخيرة وأنه يجب على جميع بلدان أفريقيا اتباع نفس المنهج مع تبني السياسات التي تساعدها على توظيف إمكانات النمو الواعدة بالقارة السمراء وعلى رأسها الكثافة السكانية الشابة وكونها واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم. وأشار هيكل أن الفترة الحالية تمثل مرحلة محورية بالتسبة للقارة السمراء، في ضوء توجه الصين والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لتنمية استثماراتهم بأفريقيا وتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية.

وأوضح هيكل أن الصين تعاني من تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي وزيادة نسبة العجز، إضافة إلى التقديرات الحالية بأن الصين ستفقد أكثر من 83 مليون وظيفة خلال السنوات القليلة المقبلة من أجل البحث على عمالة أقل تكلفة، مشيرًا إلى أن أفريقيا تحظى بالإماكانت اللازمة للاستفادة من هذه التغيرات. وأضاف أن الدول الأوروبية تعمل على تقليص معدلات الهجرة إليها من أفريقيا عبر تنمية استثماراتها وتوفير فرص العمل في الدول الأفريقية.

وشدد هيكال على أهمية الاستثمار في مشروعات البنية الأساسية من إمدادات الطاقة والمياه، إلى النقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها من أفضل الوسائل لزيادة نصيب القارة الأفريقية من التجارة العالمية – الذي يبلغ حاليًا 3٪ فقط – وتعظيم الاستفادة من إمكانات النمو الكامنة. وتابع أن أفريقيا تعمل خلال الفترة الراهنة على إقامة وتطوير شبكات البنية الأساسية غير أنها في نفس الوقت تفتقر إلى مصادر التمويل وتعاني من ارتفاع معدلات الاقتراض، وهنا يجب على مستثمري القطاع الخاص اقتناص هذه الفرصة الواعدة لتنمية استثماراتهم بالتوازي مع تحقيق العائدات الجذابة.

وأضاف هيكل أن تعزيز العلاقات بين بلدان القارة الأفريقية سينعكس أثره الإيجابي على تعظيم معدلات الكفاءة وتقليص المخلفات وإحداث انتعاشة بجميع القطاعات الاقتصادية. ومن جانب آخر يجب تقليص الفجوة التكنولوجية بأفريقيا وتطوير جميع الأسواق وتزويدها بالتقنيات المتطورة من أجل تسهيل دخولها ودمجها في الاقتصاد العالمي.

ولفت هيكل أن شركة القلعة نجحت في إقامة 27 مشروع جديد منذ نشأتها قبل 10 سنوات عبر تحديد التوجهات والاحتياجات السوقية وتوظيفها بشكل يدعم قدرة هذه المشروعات على النمو.

وقدم هيكل مثالًا على التأثير الإيجابي الذي يمكن إحداثه عبر إقامة المشروعات التابعة للقطاع الخاص، وهو مشروع الشركة المصرية للتكرير التابعة للقلعة في قطاع الطاقة، والتي تعمل على إنشاء معمل تكرير متطور بتكلفة استثمارية 3.7 مليار دولار بمنطقة القاهرة الكبرى من أجل تلبية الطلب المحلي على المنتجات البترولة الخفيفة والمتوسطة ووقود النفاثات عند اكتمال المشروع وتشغيله كليًا خلال الربع الأول من عام 2018. وقد نجحت شركة القلعة في الاستعانة بالموارد الهائلة لمؤسسات التمويل التنموية ووكالات ائتمان الصادرات وصناديق الثروات السيادية من أجل تمويل المشروع باعتباره أهم المشروعات الهادفة إلى تعزيز منظومة أمن الطاقة والمساهمة في تنمية الاقتصاد المصري.

كما ركز هيكل على أهمية مشروعات النقل والدعم اللوجيستي مشيرًا إلى أن بلدان جنوب الصحراء الأفريقية تعاني من فقر وتدهور البنية الأساسية لشبكات النقل والسكك الحديدية مع عدم توظيف وسائل النقل النهري، الأمر الذي جعل وسائل النقل في أفريقيا الأعلى تكلفةً في العالم. ولذلك فإن تنمية وتعزيز التجارة البينية بين البلدان الأفريقية لن يحدث دون إقامة شبكة نقل متطورة تربط بين أنحاء القارة السمراء.

وأوضح هيكل أن شركة نايل لوجيستيكس التابعة للقلعة في قطاع النقل تعمل على تطوير شبكة من الموانئ ومراكز الخدمات اللوجيستية للربط بين جميع المحافظات المصرية بدءًا من الإسكندرية ووصولاً إلى أسوان، حيث أثمرت هذه الجهود خلال السنوات الأخيرة عن زيادة كفاءة منظومة النقل بالتوازي مع تنمية العائدات الاستثمارية لهذه المشروعات داخل مصر، وأنه يتطلع إلى تكرار هذا النموذج على نطاق أكبر بين بلدان القارة الأفريقية.

جدير بالذكر أن شركة نايل لوجيستيكس تعمل على تطوير مشروع ميناء النوبارية النهري على مساحة 70 ألف متر مربع والذي يقع جنوب ميناء الإسكندرية، حيث يتميز المشروع بموقعه الاستراتيجي نظرًا لاتصاله بمنطقة التخزين التابعة للميناء عبر قناة النوبارية، فضلاً عن وقوعه مباشرة على محور التعمير، وهو الطريق السريع الرئيسي الذي يمر من الحدود الليبية وصولاً إلى قناة السويس. ويمثل مشروع النوبارية في الوقت الحالي أحد المراكز اللوجيستية التي تقدم خدمات التحميل والتفريغ لعملاء الشركة، غير أن نايل لوجيستيكس قامت بالحصول على التراخيص اللازمة لتشغيل مشروع النوبارية كمنطقة مخصصة لتخزين الحاويات والحبوب ضمن استراتيجية تنويع مصادر الإيرادات التي تتبناها، علمًا بأن المرحلة الثانية من هذه الاستراتيجية تتمثل في إنشاء منشأة لتخزين الحبوب بقدرة استيعابية تبلغ مليون طن.

وتمثل دورة العام الجاري ثاني مؤتمرات "أفريقيا" السنوية التي تشارك بها شركة القلعة في إطار التعاون المشترك بين أطراف المنظومة الاستثمارية في دول الكوميسا، حيث شهد المؤتمر الذي استمرت فعالياته لمدة ثلاثة أيام حضور قوي من رؤساء الدول والوزراء وأبرز قيادات مجتمع الأعمال في مصر وأفريقيا. وقد ناقش الحضور فرص الاستثمار التي تذخر بها الدول الأفريقية والحاجة الملحة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل التغلب على التحديات التي تواجهها أفريقيا بمشروعات البنية الأساسية مع المساهمة الفعالة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وضمان تحقيق النمو بشكل مستدام.