ضخت شركة «إيديتا» للصناعات الغذائية استثمارات تخطت حاجز 2 مليار جنيه بالسوق المحلية على مدار الـ 5 سنوات ماضية، استطاعت من خلالها أن تستحوذ على مكانة تنافسية بين شركات القطاع الغذائى بمصر.
وتعكف «إيديتا» حاليا على إعداد إستراتيجية جديدة تهدف إلى التحول من كونها شركة محلية، إلى كيان إقليمى، وتشمل إنشاء مصانع لها خارج الحدود المصرية.
وتعتزم تركيز جهودها خلال عام 2018، على الاستفادة من جميع الاستثمارات والطاقات الإنتاجية التى تأثرت سلبًا فى مرحلة عدم الاستقرار التى مرت بها البلاد، وكذلك بقرار تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016 الماضى، وذلك بالتوقف عن ضخ استثمارات جديدة فى السوق المحلية، خلال 2018، مع العمل على زيادة الإنتاجية واستغلال فروعها التسويقية المختلفة، فيما ستعاود عجلة الاستثمارات الدوران بدءًا من عام 2019.
«المال» حاورت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة «إيديتا» للصناعات الغذائية،هانى برزى، للتعرف على وضعيتها عقب مرور أكثر من 10 أشهر على قرار «تعويم الجنيه»، وخططها المستقبلية فى ظل المتغيرات المستمرة على مستوى الاقتصاد المحلى.
فى البداية كشف «برزى»، أن شركته تُخطط للتحول نحو الإقليمية خلال الفترة المقبلة، من خلال إعداد خطة لإقامة مصانع خارج القطر المصرى، وذلك كخطوة فى إستراتيجيتها للنمو.
وأضاف أن التفكير فى أن تكون «إيديتا» شركة إقليمية جاء عقب النجاح الكبير الذى حققته بالسوق المحلى، واستحواذها على حصة سوقية مرتفعة وانتشارها جغرافيًا فى جميع محافظات الجمهورية.
وقال برزى،إن شركته ضخت استثمارات بالسوق المحلية تخطت 2 مليار جنيه على مدار الخمسة أعوام الماضية، بمتوسط يتراوح بين 400 – 500 مليون جنيه سنويًا.
وأضاف أن الاستثمارات السابقة، تنوعت بين إضافة خطوط إنتاجية بالمصانع القائمة، و بناء أخرى جديدة، وافتتاح فروع تسويقية فى جميع المحافظات.
وأشار إلى أن شركته تتطلع إلى تنمية حجم المبيعات، ودعم هامش الربح، وزيادة معدلات الطاقة الإنتاجية، إضافة إلى تنمية الحصة السوقية، بإطلاق منتجات جديدة.
وكشف «برزى» عن اتفاق شركته مع عدد من البنوك على تخفيض نسبة الفائدة المستحقة على القروض الممنوحة لها بنسب مختلفة تتراوح بين 0.25 و 1%، رافضا الكشف عن تفاصيل تلك الاتفاقيات، وأكد أنها تمت بشكل ودى.
توقف مؤقت للتوسعات فى 2018 و عودتها فى 2019.
وأوضح رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة «إيديتا» للصناعات الغذائية، أنها قررت اتباع إستراتيجية مختلفة عن السنوات الماضية، ستركز جهودها من خلالها على الاستفادة من طاقتها الإنتاجية بشكل كامل، وتأجيل التوسعات المحلية لعام أخر.
وأضاف فى حواره مع «المال»، أن هناك طاقات إنتاجية معطلة، أو لم يتم الاستفادة الكاملة منها حتى اللحظة، وذلك عقب التطورات والتغيرات المفاجئة التى طرأت على الاقتصاد المحلى، وأبرزها «تعويم الجنيه».
وأكد أن «إيديتا» تخطط لأن يكون 2018، عام الهدنة من التوسعات المحلية، فى ظل الاستقرار النسبى الذى بدأ يتوغل فى مؤشرات الاقتصاد، بجانب التوقعات بتحسن سعر الصرف فى النصف الثانى من العام ذاته.
وأشار إلى أن خطة «إيديتا» تستهدف عودتها لضخ استثمارات جديدة محليًا، اعتبارا من عام 2019، وذلك عبر إضافة خطوط إنتاجية بمصنع الشركة الجديد «E08» بمدينة 6 أكتوبر ، والذى تصل طاقته الاستيعابية إلى 10 خطوط.
يُذكر أن «إيديتا» كانت قد اشترت خلال مايو 2016، قطعة أرض بمساحة 55.5 ألف متر مربع بالمجمع الصناعى «بولاريس الزامل»، بمدينة 6 أكتوبر بسعر 54 مليون جنيه، وقامت بإنشاء مصنع «E08» بتكلفة استثمارية بلغت 500 مليون جنيه.
وقد أعلنت مؤخرًا عن بدء العملية الإنتاجية بالمصنع الجديد «E08» من خلال تشغيل خط إنتاج «الويفر»، وكشفت عن اعتزامها إضافة خط أخر لإنتاج «الكيك» بالمصنع، بحيث يبدأ نشاطه بداية الشهر المقبل.
وأوضح هانى برزى أن شركته استهدفت فى الفترة اللاحقة لقرار تحرير سعر الصرف، العودة لمستويات البيع قبل نوفمبر 2016.
وأضاف أنها نجحت فى تنمية الإيرادات وتعزيز الأداء المالى، رغم تأثر السوق بموجة تضخمية كبيرة، مشيرًا إلى أنها اتبعت سياسة ميسرة وتدريجية فى زيادة الأسعار، وطرح منتجات تناسب القوى الشرائية للمواطنين، وتحديدًا فى المناطق الأقل دخلًا مثل الصعيد والدلتا.
وأكد «برزى» أن شركته تسعى دائمًا إلى مساعدة وكلائها والتجار المتعاملين معها من خلال توفير منتجات متنوعة تناسب الجميع، بفئات سعرية مختلفة من أجل تلبية احتياجات جميع المستهلكين خارج المدن والمحافظات الكبرى.
وأشار إلى أن مبيعات الصناعات الغذائية تراجعت بنسبة 30 – %40 بعد التعويم.
وأوضح «برزى» أن «إيديتا» قامت خلال العام الماضى، عقب تعويم الجنيه، برفع مرتبات وأجور العاملين بنسبة تخطت %30، من أجل مساعدتهم على تحمل ارتفاع الأسعار.
يذكر أن صافى الربح النهائى لشركة «إيديتا» للصناعات الغذائية، تراجع خلال النصف الأول من العام الجارى، ليبلغ 54.8 مليون جنيه، مقارنة مع 87 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من العام الماضى، فيما ارتفعت إيرادات الشركة لتبلغ 1.3 مليار جنيه، مقارنة بمليار جنيه خلال الفترة نفسها.
وارتفعت إيرادات الشركة خلال الربع الثانى لتبلغ 611.6 مليون جنيه، مقابل 550 مليونا خلال الفترة المماثلة من 2016، فى حين تراجع صافى الربح النهائى ليصل 7 ملايين جنيه، مقارنة مع 48 مليونا خلال نفس الفترة من العام الماضى.
|