News Details

ماجد شريف : سوديك تضع عدة سيناريوهات لإعادة النظر فى المبيعات المستهدفة لعام 2020(26/07/2020 09:33:07)

وضعت شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار «سوديك» عدة سيناريوهات لإعادة النظر فى المبيعات والتكاليف الاستثمارية التى كانت تخطط لها خلال العام الجارى، فى ظل تأثر الاقتصاد بأزمة تفشى فيروس كورونا المستجد(كوفيد -19)، وإن كانت الشركة قد قطعت شوطا كبيرا فى تخفيف التداعيات السلبية للفيروس على حركة الإنشاءات والمبيعات منذ بدايتها.
«المال» أجرت حوارا موسعا مع ماجد شريف العضو المنتدب لـ«سوديك» هو الأول من نوعه له فى أعقاب أزمة كورونا بالسوق المصرية، كشف خلاله عن الإستراتيجيات التى اعتمدت عليها شركته فى مواجهة الأزمة، وكيفية تلافى التداعيات السلبية أو التقليل من أضرارها.
وأعلن عن إطلاق مراحل جديدة من مشروعات “سوديك إيست” و”فيليت” و”The Estates” خلال العام الحالى ، بجانب التفاوض مع قيادات شركة مصر الجديدة للإسكان لإعادة النظر فى الجدول الزمنى السابق وطرق سداد الأقساط فى مشروع الشراكة بينهما، وبالمثل يترقب موافقة هيئة المجتمعات العمرانية على مخطط تطوير الساحل الشمالى الغربى لاستعادة العمل فى مشروع “ملاذ” التابع للشركة .
وقال “شريف” إن أزمة كورونا أثرت على مختلف بلدان العالم بصفة عامة وعلى القطاعات العاملة فى السوق المحلية وعلى رأسها القطاع العقارى.
ولفت إلى أن القطاع شهد خلال فترة ذروة كورونا خلال النصف الأول من العام الحالى هدوءا نسبيا فى المبيعات وحركة الإنشاءات وهو نفس الأمر الذى تعرضت له الشركة وعملت على تطبيق الإجراءات الاحترازية للحفاظ على حياة الأفراد.
وأكد أن الشركة أوقفت الأعمال فى مواقع العمل خلال الأيام الأولى لتفشى كورونا فى مصر وتم ذلك لمدة أسبوعين ولكن تبعها قرارات حكومية بعودة العمل فى المشروعات السكنية وهو ما استجابت لها الشركة وبدأت فى العودة للعمل تدريجيا واستطاعت تعويض فترة توقف الأعمال والالتزام بالجدول الموضوع مسبقا لسير الأعمال فى مواقع الإنشاءات المختلفة.
وأكد أن القطاع العقارى من أقوى القطاعات الاقتصادية فى السوق المحلية لامتلاكه عدة نقاط قوة تتمثل فى وجود فجوة كبيرة بين الطلب والمعروض الحقيقى من الوحدات السكنية تتزامن مع ارتفاع شريحة متوسطى الأعمار وتزايد حالات الزواج السنوية ورغبة المواطنين فى الانتقال إلى المجتمعات العمرانية الجديدة وتجنب زحام المدينة وهى كلها عوامل تؤكد قدرة القطاع على التعافى ومواجهة أى أزمات.
واستشهد على ذلك بنجاح “سوديك” فى بيع مرحلة كاملة من مشروع “VYE” بقيمة 250 مليون جنيه خلال 48 ساعة فقط فى أول إطلاق لمشروع جديد بعد انتشار فيروس كورونا .
و “VYE”هو أول مشروع ضمن ثلاثة أحياء سيتم إقامتها فى أحدث مشروعات سوديك بمدينة زايد الجديدة، ستقدم خلاله مفهومًا جديدًا للفيلات السكنية الصغيرة.
ولفت “شريف” إلى أن مبيعات القطاع العقارى ربما تشهد حالة من التعافى خلال النصف الثانى من العام الجارى فى ظل استعادة الحياة الطبيعية وإلغاء عدة إجراءات احترازية معبرا عن آماله فى أن تسهم فى تعويض تراجعات النصف الأول من العام.
وأكد أن «سوديك» تضع حاليا عدة سيناريوهات لإعادة النظر فى المبيعات المستهدفة خلال العام الحالى والتى ستنخفض بالطبع عن المستهدف البالغ 8.4 مليار جنيه وسيتم عرضها على مجلس الإدارة للموافقة عليها.
وشدد على أن قوة الملاءة المالية للشركة ساعدتها فى مواجهة أى تداعيات سلبية أو مفاجآت نتجت عن أزمة كورونا سواء فى التعامل مع شركات المقاولات أو استعادة العمل، موضحا أن “سوديك” تجرى حاليا إعادة دراسة للتكلفة الاستثمارية التى كانت تخطط لضخها خلال العام الحالى والمقدرة بنحو 3.74 مليار جنيه والتى قد تشهد انخفاضًا بسيطاً أيضا.
وخلال الربع الأول من العام الحالى، حققت «سوديك» إيرادات بلغت 429 مليون جنيه ، وصافى ربح 28 مليونا، فيما سجل إجمالى المبيعات المتعاقد عليها نحو 865 مليون جنيه بنسبة انخفاض سنوى قاربت %14 .
بينما حقق إجمالى المبيعات المتعاقد عليها للوحدات السكنية نموا بنسبة %25 مقارنة مع الربع الأول من 2019 ليصل إلى 842 مليون جنيه مقارنة مع 672 مليونا خلال الربع الأول من 2019.
ولفتت “سوديك” إلى أن تلك النتائج جاءت متوافقة مع إستراتيجية الشركة للاحتفاظ بالأصول غير السكنية المتميزة بحيث تساهم فى نمو الإيرادات المتكررة خلال المستقبل.
وأوضح “شريف” أن بداية أزمة كورونا شهدت ظاهرة خوف العملاء من استكمال الاستثمار العقارى لعدم قدرتهم على سداد الأقساط الدورية بسبب ضبابية المشهد وهو ما واجهته “سوديك” بحكمة حينها ومع استعادة الحياة الطبيعية انخفضت تلك التحديات وعادت إلى المعدلات الطبيعية واستعادت الشركة التحصيلات المتأخرة.
ووصل صافى المتحصلات النقدية خلال الربع الأول من العام إلى 986 مليون جنيه مع نسبة تعثر فى السداد بلغت %11 مقارنة مع متحصلات نقدية بلغت 1.1 مليار جنيه ونسبة تعثر %7 خلال الربع الأول من 2019، وفقاً لنتائج أعمال الشركة خلال الربع الأول.
وتطرق “شريف” إلى دخول الشركة فى مفاوضات مع البنك العربى الأفريقى الدولى لاقتراض 2.5 مليار جنيه لاستكمال تنفيذ مشروع “فيليت” ومن المقرر الوصول لاتفاق نهائى خلال 3 شهور على أقصى تقدير.
وأكد أن “سوديك” تعتمد على أساليب تمويلية متنوعة فى تنفيذ المشروعات على مر السنوات الماضية ولا توجد علاقة بين الاقتراض وتأثر الملاءة المالية جراء “كورونا”.
وتابع : “سوديك تدرس الاستفادة من كافة الآليات التمويلية المتاحة فى السوق المحلية ومن بينها التخصيم والذى يتيح لها الاستفادة من الشيكات والأقساط الآجلة على وحدات تم تسليمها للعملاء ولكن تلك الآلية لاتزال تحت الدراسة”.
وبلغت السيولة المتاحة لدى “سوديك” نحو 3.85 مليار جنيه بنهاية الربع الأول من العام الجارى.
فى سياق متصل، أشاد “شريف” بقرار نقل ولاية أراضى الساحل الشمالى الغربى لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بدلا من المحليات باعتبار أن الهيئة هى الأكثر تمرساً فى التعامل مع المستثمرين والمطورين العقاريين سواء فى التخطيط أو منح التراخيص أو الموافقة على التصميمات .
وأشار إلى أنه عقد أكثر من لقاء مع مسئولى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للنقاش حول طبيعة الطرح المنتظر والمخطط العام لأراضى الساحل الشمالى وبحث مستقبل طرح مرحلة جديدة من مشروع “ملاذ” التابع لسوديك واصفا النقاشات بالإيجابية والتى تدعو للتفاؤل.
ورأى أن مخطط تطوير مشروع “ملاذ” قد يشهد بعض الاختلافات بعد تغير جهة الولاية فعلى سبيل المثال هيئة التنمية السياحية تضع شروطا مرتبطة بالوحدات الفندقية قد يتم تعديلها عند التعامل مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
ومنذ شهور صدر القرار الجمهورى رقم 361 لسنة 2020، بإعادة تخصيص قطع الأراضى فيما بعد ناحية الساحل الشمالى الغربى بإجمالى 707234.50 فدان تقريباً لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لـ”وزارة الإسكان”، لاستخدامها فى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة.
ومؤخرا وجه وزير الإسكان عاصم الجزار بالسير فى إجراءات اعتماد المخطط الإستراتيجى للساحل الشمالى الغربى، والعرض على المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، واعتماد المخططات التفصيلية للمناطق ذات الأولوية، كما وجه بتشكيل اللجان المختصة، وعقد اللقاءات مع المستثمرين والملاك بصفة دورية، للإسراع فى تنمية الساحل الشمالى الغربى، وعقد اجتماع أسبوعى لمتابعة الإجراءات وحل مشكلات المستثمرين.
وحول مشروع الشراكة مع شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير قال شريف إنه تم توقيع عقود مقاولات بقيمة 1.2 مليار جنيه لتنفيذ أعمال إنشائية وأعمال البنية التحتية بالأرض وهو رقم جيد للغاية خلال فترة زمنية قصيرة، مشيدا بالتعاون والتواصل المستمر مع مسئولى مصر الجديدة للإسكان.
وأوضح أن تأخرالمشروع جاء نتيجة نقل ولاية الأرض لمدينة الشروق وهو إجراء خارج عن إرادة شركة مصر الجديدة ولكنه أكد أن تأخر نقل الولاية قلص من قدرة الشركة على طرح مراحل المشروع للبيع.
وتطرق “شريف” إلى تواصل “سوديك” حاليا مع قيادات شركة مصر الجديدة للإسكان لإعادة النظر فى الجدول الزمنى السابق للمشروع وتعديل طرق سداد الأقساط الدورية لتتناسب مع الوضع الحالى متوقعا الوصول إلى اتفاق نهائى خلال الربع الثالث من العام الجارى.
ويمتد مشروع “سوديك إيست” على مساحة 655 فدانا ويتم تطويره بالشراكة بين “سوديك” وشركة مصر الجديدة للإسكان، ومن المخطط إنشاء مشروع متكامل ومتعدد الاستخدامات وتشكل المساحات المفتوحة والخضراء 84% من مساحته الإجمالية.
وأعلنت “سوديك” مؤخرا إسناد عقود إنشاءات تزيد قيمتها عن 1.2 مليار جنيه ، كما تسير العمليات الإنشائية لجميع المراحل التى تم إطلاقها وفق الجداول الموضوعة، لتبدأ عمليات التسليم فى 2021 ، ويعمل فى موقع المشروع حاليًا 15 مقاولا وأكثر من 2500 عامل.
وأوضحت سوديك فى بيان أنه تم استكمال أكثر من %65 من الهياكل الخرسانية لـ 776 وحدة، وبدأ العمل فى التشطيبات الخارجية فى المراحل الأولى ، وجارى تنفيذ أعمال البنية التحتية وتشمل الطرق الرئيسية وأساسات المياه والصرف الصحى والتوصيلات الكهربائية .
وأشار “شريف” إلى أن إجمالى استثمارات مشروع “سوديك التجاريEDNC” بشارع التسعين بالقاهرة الجديدة قارب على 1.3 مليار جنيه وستبدأ التسليم خلال شهر نوفمبر 2021 وهو من المشروعات التى تراهن عليها “سوديك” فى تطوير المبانى التجارية فى منطقة القاهرة الجديدة.
وأكد أن “سوديك” سلمت 100 وحدة سكنية للعملاء بمشروعاتها المختلفة من إجمالى مستهدف بلغ 120 وحدة خلال الربع الأول من العام الجارى بشكل اعتبره جيدا رغم التداعيات السلبية لأزمة كورونا وتستهدف سوديك تسليم 1150 وحدة خلال العام الحالى.
وأفصحت “سوديك” بنهاية الربع الأول من العام الحالى عن أن نسبة إلغاءات المبيعات بلغت%22 من إجمالى المبيعات المتعاقد عليها، مقارنة مع 12% تم تسجيلها خلال الربع الأول من 2019 ، وتتماشى نسبة إلغاءات المبيعات المرتفعة بصورة استثنائية خلال هذه الفترة مع نسب الإلغاءات التاريخية المسجلة من قبل التى تأتى كنتيجة لحدوث هزات اقتصادية عنيفة على مستوى الاقتصاد الكلى.
وأكد “شريف” أن الشركة لاتزال مهتمة بالحصول على أراض جديدة خلال الفترة المقبلة مدفوعة فى ذلك بقوة المركز المالى التى تتيح لها التوسع واقتناص الفرص الجيدة فى أى وقت.
وأوضح أن الشركة كانت تعزف عن التوسع بالأراضى خلال أزمة كورونا لعدم اتضاح الموقف ولكنها عادت من جديد لتبحث التوسع فى مناطق مثل الساحل الشمالى والشيخ زايد والقاهرة الجديدة بجانب العاصمة الإدارية الجديدة.
وتابع : “كنا نراقب فى البداية موقف العاصمة الإدارية الجديدة ومع وضوح موقف مواصلات الذهاب للمكان وظهور ملامح المشروع نسعى للتواجد فى العاصمة ولكن لم يتم اتخاذ أى قرار فعلى فى ذلك”.
وأكد أن الشركة أطلقت منصة إلكترونية متكاملة لبيع وحداتها وعرضها على العملاء فى ظل صعوبة العمل التقليدى نظرا لجائحة كورونا وبالفعل أثبتت المنصة نجاحها فى الحفاظ على المبيعات.
وأشار إلى قدرة الشركة فى الحفاظ على معدلات البيع للأجانب وللمصريين بالخارج لتستقر عند %18 رغم تحديات كورونا والتى أوقفت تحويلات الأموال وأثرت على الملاءة المالية لبعض البنوك الخارجية.
وأكد “شريف” أن الشركة تنوى إطلاق مراحل جديدة فى مشروعات “سوديك ايست” و”فيليت” و”The Estates” خلال العام الحالى.
وأشاد بالتعامل الحكومى فى مساندة شركات التطوير العقارى لمواجهة التداعيات السلبية لأزمة كورونا ولكنه دعا وزارة الإسكان إلى إعادة النظر فى المدة الممنوحة فى الإنشاءات والتى حددتها الوزارة بـ 3 شهور مقترحا زيادتها إلى 6 أشهر لتتناسب مع تبعات الأزمة والتأثير الفعلى للفيروس.
وخلال الربع الأول من العام الحالى، أكدت “سوديك” أن العلاقة المتميزة مع البنوك أدت إلى إتاحة تسهيلات ائتمانية بقيمة 4.2 مليار جنيه، منها 2 مليار ديون مستحقة فى 31 مارس 2020 ومليار لم يتم سحبها وتمثل سيولة إضافية تمكنها من تمويل الإنشاءات الخاصة بالمشروعات. وقد بلغ رصيد أوراق القبض 13.1 مليار جنيه وهو ما يوفر رؤية واضحة للتدفقات النقدية للشركة، منها 3.9 مليار جنيه أوراق قبض قصيرة الأجل .
فى الوقت نفسه، وصل رصيد الدفعات المقدمة من العملاء إلى 18.4 مليار جنيه فى نهاية الربع الأول من العام، ويمثل هذا الرصيد قيمة الإيرادات غير المحققة من المبيعات المتعاقد عليها للوحدات التى تم بيعها ومازالت تحت التطوير، بحيث يتم تحقيق هذه الإيرادات فعلياً على مدار السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة، وهو ما يوفر رؤية واضحة لإيرادات المستقبل.